عالمية الإسلام و التعايش بين الأديان

الملخص AR

إن الدين الإسلامي هو خاتم الرسالات السماوية كما هو مقرر لدى المسلمين جميعا و كذلك هو رسالة عالمية تستهدف دعوة الناس جميعا للدخول فيه و الإيمان به قال تعالى: ﴿ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا﴾ وفي نفس الوقت يرفض الإسلام كل الرفض أن يدخل أحد الدين كرها قال تعالى { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} و من خلال هذين المبدأين مبدأ العالمية و مبدأ عدم الإكراه على الدخول في الدين نجد العلاقة بين الإسلام وغيره من الأديان تبقى في حيز الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة و الجدال بالتي هي أحسن.

و من هذا المنطلق نستطيع القول بأن الإسلام لا يقر بمبدأ إقصاء الآخر الذي لم يؤمن به بل إن هذا الآخر هو في نظر الإسلام هدف لدعوته للدخول في الإسلام على قناعة تامة و اختيار كامل و من هذا المنطلق أيضا يقرر الإسلام الأصل الواحد للجنس البشري و يخاطب الناس جميعا على هذا الأساس ﴿ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى﴾
و بناء على هذا نقول لا يمكن للإسلام أن يكون بمعزل عن الأديان الأخرى و قضية التعايش بين الأديان إذا نظرنا إليها على أن المراد بها أن تلتقي إرادة أتباع الأديان السماوية و الحضارات المختلفة في العمل من أجل أن يسود الأمن و السلام العالم أجمع و حتى تعيش الإنسانية في جو من الإخاء الإنساني و التعاون على ما فيه الخير الذي يعم البشرية جميعا من دون استثناء.

فإن الإسلام يقر ذلك بأقصى ما يكون الإقرار فالإسلام لا ينكر الأديان بل يقر بها و يؤمن بأنبيائها و كتبها التي أنزلها الله على هؤلاء الأنبياء بل لا يتحقق إيمان المسلم إلا إذا آمن بذلك.

بل إن الإسلام لينظر إلى التعددية الدينية على أنها سنة كونية و إرادة إلهية قررها الله تعالى في القرآن الكريم قال تعالى: { و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.