نفح الريحان في ذكر بعض المكثرين من ختم القرآن

الملخص AR

إن تلاوة القرآن الكريم من أفضل القربات و أجل الطاعات فلذلك أكثر النبي من تلاوته لا سيما في قيام الليل متعبدا لربه حتى تفطرت قدماه و تبعه على ذلك صحابته الأخيار فكانوا لا يعدلون بقراءة القرآن شيئا فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود tكان يقل الصيام فقيل له: إنك تقل الصوم! قال: إني إذا صمت ضعفت عن القرآن و تلاوة القرآن أحب إلي.

وعلى درب الصحابة سار التابعون لهم و الصالحون من بعدهم حتى نقل عن بعضهم أنه كان يختم كل يوم ختمة فلا تعجب إذا قال أحدهم عند و فاته: "إنه ختم القرآن ثمانية عشر ألف ختمة"! .

فما أحوجنا إلى الاطلاع على بعض أخبار القوم في إكثارهم من ختم القرآن الكريم لنحذو حذوهم و نسلك مسلكهم.

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلكم







إن التشبه بالكرام فلاح






هذا وقد تسابق المكثرون من ختم القرآن الكريم في مضمارين متوازيين:
الأول: الإكثار من ختم القرآن الكريم تعبدا محضا لله عز وجل في الصلاة وفي غير الصلاة.

والثاني: الإكثار من ختم القرآن الكريم برواية أو بعدد من الروايات عرضا على الشيوخ المقرئين و تحملا للرواية عنهم.

فمنهم من جمع بين الأمرين وهم العلماء العاملون من المشايخ المقرئين الذين أكثروا من قراءة القرآن و عرضه على الشيوخ مع العناية بالتعبد لله بكثرة تلاوته في قيام الليل وغيره و منهم من برز في أحدهما وفي كل خير.

فأحببت أن أذكر في هذا البحث اللطيف بعضا من المكثرين من ختم القرآن الكريم تخليدا لذكرهم و إظهارا لفضلهم و شحذا لهمم أهل عصرنا للتشبه بهم و توجيها لطلاب علم القراءات إلى ملازمة الشيوخ المقرئين و الإكثار من قراءة الختمات عليهم و عدم الاستعجال في التصدر بمجرد قراءة ختمة واحدة و الحصول على إجازة فيها!
جمعت في هذا البحث طرفا من أخبار المكثرين من ختم القرآن الكريم حسبما يسر الله الوقوف عليه و هذا الجمع من باب التمثيل لا الحصر إذ المقصود منه إبراز هذه الجوانب المشرقة لتكون قدوة لأهل هذا العصر في الإكثار من ختم القرآن الكريم و عدم الملل من ترداده.

فليحرص السعيد في تحصيله







ولا يمل قط من ترتيله






وسميته (نفح الريحان في ذكر بعض المكثرين من ختم القرآن).