الأفضية المتضادة للمدينة في رواية نزل المساكين للطاهر بن جلون

الملخص AR

تتحدث رواية نزل المساكين عن كاتب تعيس بعيش في مدينة مراكش، متزوج وله ولدان متذمر من حياته الزوجية التي لا يشعر بالسعادة فيها، في هذه الظروف يتعرف على فتاة تعيش في إيطاليا فيأخذ في مراسلتها على أمل اللقاء بها يوما ما، في هذه الأثناء يتلقى دعوة من محافظ نابولي بوجه الصدفة، فلم يلبث إلا أن وجد نفسه في مدينة نابولي مدينة أحلامه وموطن فتاة هيامه، وأثناء بحثه عن مكان يقيم فيه وجد نفسه أمام نزل كئيب ومقفر، يقطن به مجموعة أفراد على شكل عائلة واحدة لكنهم من أماكن مختلفة وجنسيات مختلفة وديانات مختلفة أيضا، ومنهم العجوز أناماريا آرابيلا، جينو، مومو، إيدي، إيفا...، ليصبح الراوي احد أفراد هذه العائلة التعيسة الشقية إذ كلهم ضحايا حب فاشل قادهم إلى سن الكهولة والشيخوخة مبكرا، لذلك سماه الكاتب نزل غرقى الحياة، ومن هنا تبدأ قصته مع نابولي، فكان يبحث عن فتاة أحلامه حينا ويراسل زوجته وأولاده أحيانا أخرى، وظل يتنقل هنا وهناك عله يجد مراده.

وحين عودته يجتمع مع أفراد النزل ليستمع إلى قصصهم المؤلمة وكيف وانتهى بهم الأمر إلى مكان كهذا، ظل الكاتب على هذه الحال إلى أن جاء يوم التقى فيه بفتاة أحلامه التي كان ينسج لها قصصا وردية في أحلامه ويصورها قمة في الجمال والروعة، لكن في الواقع تفاجأ أنها فتاة كسيحة وليست جميلة كما تصورها، ليقرر بعد ذلك الرجوع إلى أولاده وزوجته في مراكش لكن في أثناء غيابه ظنت زوجته انه قد مات فتزوجت من إبراهيم البقال وباعت المنزل، ثم جمعت كل كتبه وأشياؤه في قبو مقفر ومتعفن يشبه تماما النزل الذي كان يعيش فيه في نابولي، لينتهي به الأمر وحيدا كئيبا في ذلك القبو ولا يجد رفيقا سوى كتبه وأوراقه التي أصبحت ملاذه الأخير وموطن أسراره ومعاناته.

تحتوي الرواية العربية على مجموعة عناصر أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في بناء المتن الروائي كالشخصيات، الأحداث، الزمان والمكان...

وغيرها، حيث يعد المكان من أهم عناصرها أو كما يسمى عند البعض "الفضاء" إذ يعتبرونه" عنصرا فاعلا في الرواية لأنه يتميز بأهمية كبيرة في تأطير المادة الحكاية وتنظيم الأحداث وعلاقات والرؤى ووجهات النظر المختلفة من قبل الراوي في إطار معين ينتج دلالات مختلفة ومتداخلة من خلال تفاعله مع باقي عناصر التشكيل الروائي.