تمرد اللسان العربي-أدب الشوارع من الماهية إلى الهوية: دراسة سوسيوتداولية

الملخص AR

اللغة العربية كغيرها من اللغات الساميات، ولكن حتمية الحياة الاجتماعية والحضارية تفرض تغيرات وتطورات في البنى الغوية للكلام، حيث تنتج عن تلك التقاربات الحضارية عدد من الظواهر اللسانية المؤثرة على اللغة بالسلب والإيجاب على حد سواء، واللغة العربية على غرار اللغات الأخرى تعرضت للكثير من الضغوط (الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والاستعمارية...)، ما أدر إلى خلق تفرعات لهجية، وتداخلات معجمية ولدت قاموسا هجينا يكاد يطمس معالم الهوية العربية، فقد أصبح من الواضح وجود أمعة لغوية تمحو اللغة العربية من اللسان، وهو واقع تفشى في كل المجتمعات العربية دون استثناء، ويتبدى ذلك من خلال كتابات وشعارات على جدران الشوارع والأزقة والأحياء وحتى المدارس...

وهو ما يسمى "أدب الشوارع"، حيث تكتلت التراكيب المغلوطة، واللغات المتمازجة والمكيفة بأسلوب عشوائي والتلهيج السلبي الذي يطمس العربية الفصيحة، فهو بمثابة الشاهد التاريخي على انحطاط اللغة العربية في عصر العولمة.