التعلم التعاونى و دوره في تنمية مهارات التوافق الإجتماعى لدى طفل ما قبل المدرسة

الملخص AR

يشهد المجتمع المعاصر في الوقت الراهن مجموعة من التطورات و التغيرات في مختلف ميادين الحياه السياسية و الإقتصادية و الثقافية و الإجتماعية وذلك بطبيعة الحال يعتبر رد فعل طبيعى للكم التكنولوجى الهائل الذى يواجهه العالم الآن بالإضافة إلى ظهور ظاهرة العولمة مما أدى إلى ضرورة الإنفتاح على الثقافات الأخرى المختلفة وكل هذه التحديات تفرض على المجتمع ضرورة الإهتمام باعنصر البشرى والوصول به إلى أعلى مستويات الجودة العالمية مع ضرورة تحقيق الإستفادة المثلى من مهاراته و قدراته و طاقاته التى تؤهله للدخول في المواجهة العالمية.

و عند النظر إلى مراحل تطور الإنسان نجد أن فترة الطفولة تعد من أهم الفترات في تكوين شخصية الطفل إذ تعد مرحلة تكوين و إعداد ترسم فيها ملامح شخصية الطفل مستقبلا و تشكل فيها العادات و الإتجاهات و القدرات و المهارات و الهوايات و الإستعدادات و تتفتح جميع تلك القدرات و تنمو طبقا لطبيعة مؤثرات البيئة التى يعيش فيها الطفل و طبقا لما يمارسه من انشطة مختلفة عن طريق تفاعله الإيجابى مع استراتيجيات ووسائل التعلم المتنوعة.

و من أجل ذلك لقد القى الضوء الكثير من التربويين في القرن الحالى على اهم الطرق والوسائل التى يستطيع الطفل من خلالها على الوصول لأفضل تعلم ممكن من خلال التغيير الإيجابى و المستمر في طرق التدريس و التى كانت تعتمد سالفا على المعلمة كمديرة لعملية التعلم و تحويلها إلى الطفل كمحور للتعلم عن طريق بث فيه روح التعلم التعاونى.

(عبد الحكيم صالح الوداعى 2007 39)وقد نادت العديد من الحركات التربوية المعاصرة على ضرورة استخدام تقنيات التدريس التى تعتمد على التعلم التعاونى حيث هذا النوع من التعلم أثبت إيجابيه في تعلم طفل ما قبل المدرسة فقد قامت تلك التقنية الحديثة على تقسيم الأطفال إلى مجموعات صغيرة وذلك وصولا لتحقيق هدف قد تم وضعه سالفامن قبل المعلمة حيث ظهرت استراتيجية التعلم التعاونى لبناء هيكل تنظيمى لعمل مجموعات داخل أو خارج قاعات النشاط بحيث يندمج كل أعضاء المجموعة في التعلم وفق أدوار واضحة و محدة المعالم.

(محمد محمود الحيلة 2003 144)وقد نجح التعلم التعاونى في التغلب على الكثير من سلبيات طرق التعليم التقليدية و تحويل تلك الطرق التقليدية إلى عمليات تعلم مثيرة و ايجابية ليست لطفل الرياض فقد بل للمعلمة أيضا فهو يقف يدا بيد معها في انجاز الأعمال و المهام الموكلة اليها من خلال ملاحظة و مراقبة عمل المجموعات التعاونية من جانب و من جانب آخر يينمى لدى الطفل الجانب الإجتماعى فيساعده على تكوين العديد من العلاقات الإجتماعية الإجابية و التى تقوم بدورها على خلق جو من الأفة بينه و بين مجموعة الأقران التى ينتمى لها و يتفاعل معها ليس ذلك فقد بل أن ممارسة استراتيجية التعلم التعاونى تنمى داخل نفوس الأطفال حب التنافس الإيجابى و تنمية الثقة بالنفس.

( هند حميد حميد الرويثى 2006 4)ان طفل ما قبل المدرسة ككائن بشرى يعتبر مخلوق يتميز عن غيره بامتلاكه من المواهب و القدرات التى تجعله متفرد بين الكائنات الحية على الأرض فهو لايعتبر اداه أو صورة فنية أو شكل من أشكال الطبيعة فهو كائن يتميز بقدرته الفائقة على التوافق و الارتقاء باستمرار مع كل ماهو جديد في بيئته و يستطيع أن يصل لمراحل التوافق الإيجابى مع أعضاء مجتمعه من خلال ما يتوفر له من انشطة و أعمل تساعده على إشباع حاجاته و متطلباته النمائية من جميع الجوانب و تنظيم حياته وصولا به إلى التناغم مع نفسه و مع الآخرين.

( عبد الله يوسف أبو سكران 2009 3 )