درجة توفر الكفايات التدريسية لدى معلمي العلوم الشرعية بالمعاهد العلمية

الملخص AR

تمثل العلوم الشرعية المنهج الذي يحقق التطبيق الفعلي للشريعة الغراء فالدين الإسلامي لا يقتصر على الجانب العلمي المعرفي فحسب بل يهدف إلى التطبيق العملي لذا فالعلم وسيلة لتحقيق الجانب التطبيقي الصحيح الذي يهدي الإنسان للطريق القويم و الهدى الذي جاء به جميع الأنبياء و المرسلين و خاتمهم نبينا محمد عليه الصلاة و السلام.

إن لمواد العلوم الشرعية في مقررات التعليم في المملكة العربية السعودية دور فاعل في بناء أجيال المستقبل حيث إن أي إعداد علمي أو تقني أو مهني لن يؤدي أهدافه التي يرجوها المجتمع مالم تكن الشريعة ذات تأثير بالغ في سلوكيات المتعلمين وقد كانت المعاهد العلمية من أولى المؤسسات التي اهتمت بإعداد المتعلم شرعيا و ساهمت في تزويد المجتمع بطلاب العلم الشرعي المؤهلين حيث كان هذا من أهداف إنشائها فيذكر القحطاني (2014) هنا: بأن المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تعد اللبنة الأولى لإنشاء الجامعة و الركيزة الأساسية للتعليم الجامعي في العلوم الشرعية و اللغة العربية حيث صدر أمر جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عام 1370ه بافتتاح معهد الرياض العلمي و عهد بالإشراف عليه إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – وذلك لسد حاجة البلاد من المؤهلين في العلوم الشرعية و العربية لتولي مهام القضاء و التدريس والوعظ و الإرشاد و الاستشارات الشرعية.

إن معلم العلوم الشرعية يختلف عن غيره من المعلمين لأنه يحمل إرث الأنبياء و يعلمه للناس.

فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله عز وجل به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر " (سنن أبي داود كتاب: العلم باب الحث على طلب العلم 3641 ج5 ص485).

لذا فإن معلم العلوم الشرعية يقوم بمهمة عظيمة هي غرس العقيدة الصحيحة في نفوس تلاميذه و تعليمهم أمور دينهم و توجيههم و إرشادهم إلى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه و سلم.

و هو قدوة لتلاميذه في كل ما يصدر عنه من قول أو عمل فطلابه ينظرون إليه نظرة دقيقة لأنه يؤدي أمانة و مراقب من الله (العبري 2002 ص 54 ).

و من هنا تأتي العناية بمعلم العلوم الشرعية حيث يعتبر المعلم الركن الأساسي في نجاح العملية التعليمية و التربوية فإذا كنا نريد المتعلم متقنا يمتلك مهارات متنوعة و يستطيع مواجهة المشكلات المختلفة وحلها فيجب على مؤسسات إعداد المعلم أن تقوم بإعداده الإعداد الأمثل و يقع على الجامعات جانب من المسؤولية لتتولى زمام إعداد و تأهيل المعلم من خلال كلياتها التربوية بحيث تقدم برامج تربوية تسهم في إعداد معلم يمتلك المعلومات و المهارات و الاتجاهات اللازمة التي تمكنه من أداء رسالته المنوطة به بكل إتقان و كفاءة.

و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد فعلى المؤسسات التربوية المختلفة الاستمرار في جانب التدريب و التطوير للمعلم ليواكب التطور و الانفجار التقني و المعرفي الذي نعيشه في عالم ديناميكي سمته السرعة و التقدم و التطور.

إن امتلاك المعلم لكم من المعلومات الأكاديمية مقرونا بالقدرات العقلية في ضوء مجموعة من المهارات الأدائية يصل بنا إلى الكفاءة التعليمية المنشودة و يحقق الأهداف المرسومة لذا فتحديد الكفايات المطلوبة للمعلم سيسهم في الوصول إلى المعلم الأنموذج الذي يدفع به نحو تحقيق النمو الشامل للمتعلم.

و الكفايات في معناها الواسع هي معرفة المادة العلمية أو اكتساب المهارات وهي طريق لترجمة ما تعلمه الفرد(المعلم) في مواقف حقيقية بعد انتهاء الدراسة و لقد جاء مفهوم الكفايات إلى مجال التربية ليكون أداة تحسين للبرامج التعليمية بكافة مستويات المؤسسات التربوية المختلفة من خلال تصميم برامج تساعد و تهدف إلى تنمية المعلومات و المهارات و الاتجاهات المختلفة لدى المتعلم للوصول إلى درجة عالية من الإتقان.

وفي ضوء ما سبق فإن الباحث سعى من خلال هذه الدراسة إلى استطلاع آراء مديري و مشرفي المعاهد العلمية لمعرفة درجة توفر الكفايات التدريسية لدى معلمي العلوم الشرعية بالمعاهد العلمية في المملكة العربية السعودية.