الوزير القائد أحمد بن محمد بن إلياس و دوره في عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر (300-350 هـ 912-961 م)‎

الملخص AR

يحفل التاريخ الأندلسي و لا سيما عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر(300-350ه/ 912-961م) ببروز شخصيات أدت دورا مهما على مسرح التاريخ الأندلسي.

و يعد الوزير القائد أحمد بن محمد بن إلياس واحدا من أبرز الشخصيات ذات الأصول البربرية التى برزت في المجال العسكرى في عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر و هو ينتسب إلى قبيلة مغيلة البربرية([1]) و كان جده إلياس أحد قواد البربر البارزين الذين دخلوا الأندلس مع جيش طارق بن زياد([2]) حيث استقرت مغيلة بشذونة([3]) أما بالنسبة لأحمد بن محمد بن إلياس فهو ينتسب إلى أسرة عبد الكريم بن إلياس و الذى كان أحد جنود الأمير المنذر بن محمد(273-275ه/ 886-888م) عند حصاره لعمر بن حفصون([4]) ببشتر([5]) فلما توفي الأمير المنذر أمام أسوار ببشتر في منتصف صفر275ه/ يونيو 888م انسحب عبد الكريم بن إلياس في قومه إلى سكناهم بكورة شذونة و عند بلوغه إياها حينما وجد قلعة ورد و هى إحدى قلاع كورة شذونة قد أخلاها ساكنوها من العرب أمر قومه بالدخول فيها و قد أعلن تمسكه بطاعة الحكومة الأموية و استمر الحال على هذا المنوال حتى و فاة عبد الكريم و خلفه ابنه محمد في حكم القلعة و لكنه لم يسر على خطوات أبيه نفسها في التمسك بالطاعة للدولة الأموية و السلطة المركزية بل إنه انتهز فرصة سوء الأوضاع الداخلية و عدم مقدرة السلطة بقرطبة على فرض نفوذها و أعلن انزواءه بقلعة و رد.

و نظرا لتطور الأوضاع بهذا الشكل قام الأمير عبد الله بن محمد بمراسلته طالبا منه الدخول في الطاعة و يبدو من تطور الأحداث أن محمد بن عبد الكريم اشترط على الأمير عبد الله (275- 300هـ/ 888- 912م) أن يكون حكمه على القلعة حكما مستقلا ذاتيا و ذلك مقابل إعلانه للولاء و التبعية لقرطبة و استمر الوضع على هذا الحال حتى تولى الأمير عبد الرحمن الناصر الذى أقر محمد بن عبد الكريم على القلعة مع الاشتراط عليه القدوم إلى قرطبة عند كل غزاة و الخروج مع الناصر في جميع غزواته.

حتى استنزله الأمير عبد الرحمن إلى جواره بقرطبة فيمن استنزل من الثوار عام 316ه/928م و أكرم مقامه بقرطبة حتى و فاته.

و لكن المهم هنا هو ما ذكره ابن حيان من قوله " و شرف فيها عقبه"^([6]).