المقامات العمانية : دراسة سردية

الملخص AR

تنطلق هذه الدراسة من تقديرنا الخاص للتراث العربي و الإحساس بالمسئولية تجاهه و من ثم كان لزاما علينا أن نولي وجهنا شطره وذلك بدراسة نصوصه الثرية و إعادة طرحها للنقاش و الدرس و التفسير و التأويل و منحها القدرة على العمل و العطاء و لا سيما إذا كانت النصوص المختارة للدراسة لم يعتن بنقدها أو تحليل بنيتها للكشف عن جمالياتها الخاصة وصولا إلى دلالاتها الخفية.

و هذا الباعث الهادف جدير بأن يدفع بنا نحو التركيز على اختيار نصوص تراثية ذات طبيعة قصصية لم تدرس من قبل "دراسة سردية" ألا و هي: "المقامات العمانية" بوصفها حلقة من حلقات تراثنا القصصي في حاجة ماسة إلى دراستها منهجيا و تحليلها نقديا لتحديد آلياتها السردية و استنتاج أبعادها الدلالية.

إن الراغب في التأصيل الجذري لفن المقامات ــ عامة ــ و المقامات العمانية ــ خاصة ــ سيلحظ أنها ذات جذور تراثية عميقة تعود إلى النصف الثاني من القرن الثالث الهجري حيث يرى كثيرون أن الأحاديث التي وضعها "ابن دريد الأزدي العماني" المتوفي سنة 994م – 321هـ بمثابة الإرهاصات الأولية لنشأة فن المقامات في تراثنا السردي فقد ورد في "معجم الأدباء" لـ "ياقوت الحموي" تأكيد على تأثر "بديع الزمان الهمذاني" بأحاديث "ابن دريد" فيقول صاحب "معجم الأدباء":