اعتماد الشباب الجامعي على وسائل الإعلام المختلفة و علاقته بعملية المشاركة السياسية و التصويت بانتخابات مجلس النواب 2015

الملخص AR

رغم التأكيد على اهمية مواقع التواصل الاجتماعي و الاستخدام الواسع لها و تأثيراتها المعرفية و الاجتماعية إلا ان نتائج الدراسات التي تناولت تأثيرها على المشاركة السياسية و عملية التصويت في الانتخابات قد تباينت و عملت الدراسة الحالية على إجلاء هذا التباين من خلال دراسة أجريت على عينة عشوائية من طلاب الجامعات المصرية بلغت 163 مفردة لرصد و تحليل أساليب اعتمادهم على وسائل الاتصال التقليدية و الاجتماعية لالتماس المعلومات بالتطبيق على الاشتراك في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2015.

توصلت الدراسة إلى أن “فيسبوك” جاء في سائل الإعلام التي تابع من خلالها الشباب الانتخابات و هو تطور جديد مقارنة بدراسات سابقة جاء فيها التليفزيون في مقدمة وسائل الإعلام التي تابع من خلالها الجمهورالقضايا السياسية مثل تعديل الدستور و من قبله الإعلان الدستوري.

و تشير نتائج الدراسة الحالية الى أن المبحوثين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع لإشباع حاجاتهم الى الترفيه و التماس المعلومات و معرفة الاخبار و لكن لم تتم ترجمة هذا الاستخدام الواسع الى سلوك يتمثل في التصويت في الانتخابات المشار اليها.

في المقابل وجدت الدراسة ارتباط موجب دال بين الاستخدام اليومي للصحف و التصويت في الانتخابات بمعنى ان الفئة التي شاركت بنسبة اكبر في انتخابات البرلمان كانت تقرأ الصحف المطبوعة يوميا و هو ما ارتبط بالنوع حيث زادت نسبة التصويت و قراءة الصحف بين الذكور دون الإناث و هو ما يحتاج إلى تفسير في دراسات لاحقة لأنه يدق ناقوس الخطر بتحول قراءة الصحف الورقية إلى ممارسة للرجال فقط خاصة مع ما توصلت اليه الدراسات السابقة من ان وسائل الاتصال الجديدة تحل محل وسائل الاعلام التقليدية كوسيلة سياسية رئيسية و كمصدر رئيس لالتماس المعلومات بكما يدفعنا الى التوقع بأن ازدياد هذا الاعتماد قد يؤدي الى ارتفاع في نسبة عدم التصويت و هو ما يستدعي القيام بدراسات اخرى في هذا الصدد.

كما توصلت الدراسة الى وجود تراتبية توجد عند جميع الفئات وتحكم انشطة المشاركة السياسية حيث تصدر مناقشة الأمور السياسية مع الأهل و الاصدقاء جميع أنشطة المشاركة السياسية وتلاها المشاركة في انتخابات اتحاد الطلاب التي احتلت المركز الثاني لدى جميع الفئات ماعدا فئة من سبق لها التصويت و لكنها لم تشارك في انتخابات البرلمان حيث جاء في الترتيب الثاني لها الاشتراك في تظاهرة او مسيرة او احتجاج.

كما احتل الانضمام الى حزب او منظمة سياسية ذيل الانشطة السياسية لدى جميع الفئات و هو ما يدق ناقوس الخطر أمام الاحزاب التي فشلت في اجتذاب الشباب اليها و يعيد طرح التساؤل حول اهمية الاحزاب في الحياة السياسية في مصر و مدى فاعليتها.

أعادت الدراسة التأكيد على افتراضات لعدة مداخل نظرية مثل مدخل الاعتماد على وسائل الإعلام حيث اعادت التأكيد على تغير اعتماد الجمهور على النظام الاعلامي حيث قل اعتماد الشباب على النظم الإعلامية التقليدية (الصحف) بعد ان وجد مصادر معلومات بديلة (فايسبوك) كما أعادت الدراسة التأكيد على فروض بحوث التماس المعلومات التي تقول إن الأفراد يميلون إلى استخدام المصادر الشخصية أولا عند التماس المعلومات لحل المشكلات حيث احتلت المناقشات مع الأهل و الأصدقاء و المعارف (المصادر الشخصية) الصدارة في الأنشطة السياسية التي يمارسها الشباب.