المسئولية الاجتماعية للمواقع الإلكترونية في معالجة الأزمات السياسية العراقية : دراسة ميدانية على النخبة العراقية

الملخص AR

في ضوء الاهتمام الذي أولته المواقع الالكترونية العراقية للأزمة السياسية في العراق و تطوراتها على نحو منتظم و انطلاقا من عدد من الإشكاليات المهنية و الأخلاقية التي أثارتها تلك التغطية و خاصة ما يتعلق منها بالمسئولية الاجتماعية للمواقع الالكترونية العراقية في تغطيتها و معالجتها لهذه الأزمات السياسية تمثلت مشكلة هذه الدراسة في اختبار مدى التزام المواقع الالكترونية العراقية بأسس الممارسة الصحفية المسئولة اجتماعيا و بالمهنية في تغطيتها لهذه الأحداث و مراعاتها للمبادئ الأخلاقية من خلال تحليل لتوجهات النخبة العراقية.

اخم النتائج: - أشارت النتائج إلى عدم رضا النخبة العراقية بشكل عام و خاصة النخبة السياسية و الإعلامية لملامح معالجة المواقع الإلكترونية العراقية للقضايا و الأزمات السياسية العراقية حيث جاءت فئة "مقبول" في الترتيب الأول بنسبة (65.2% ) و خاصة في (معالجتها الصراعات الطائفية) و (معالجتها الحلول المقترحة للأزمات السياسية العراقية) و (العلاقة بين الحكومة المركزية و إقليم كردستان تلتها في المرتبة الثانية فئة "جيدة" بنسبة (27.1% ) تلتها في المرتبة الثالثة فئة " دون المستوى" بنسبة (7.1% ) وفي المركز الأخير فئة "متميزة" بنسبة ضئيلة (0.5% ).

و تتفق مع دراسة (احمد الراوي 2013).

التي أشارت إلى إن السلطات الأمريكية في العراق بعد عام 2003 ساعدت سياسيا و اجتماعيا في تقسيم البلاد على أسس طائفية و عرقية من قبل تدخلهم في تشكيل وسائل الإعلام العراقية و النظام السياسي كله.

وتوصلت الدراسة إلى أن هذا النوع من التدخل الحكومي و تدخل المحتل تجاوزت جهود أخرى مما أدى في النهاية إلى فشل مشاريع وسائل الإعلام المستقلةكما تتفق النتائج مع ما جاء في دراسة (Petts، 2001)- أشارت النتائج إلى إجماع النخبة العراقية على متوسطية مستوى التزام المواقع الإلكترونية العراقية بالمسئولية الاجتماعية في معالجة القضايا و الأزمات السياسية العراقية حيث جاءت في المرتبة الأولى بنسبة إجمالية (86.2% ) تلتها فئة "ضئيل" بنسبة (12.4% ) و أخيرا فئة "كبير" فقط لدي النخبة الأكاديمية بنسبة (1.4% ) و تشير النتائج في مجملها إلى أن المواقع العراقية -عينة الدراسة- لم ترق بعد في استخدام هذه المسؤوليات إلى المراتب العليا في معالجة القضايا و الأزمات السياسية العراقية بالرغم من أنها تقع في صلب مهماتها تجاه المجتمع.

و تتفق النتائج مع دراسة (محمد عبود مهدي 2012) التي أشارت إلى أن حجم المسؤولية الاجتماعية التي تحملتها الصحافة العراقية في أوضاع مختلفة كانت تتراجع ما بين غيابها بعد أحداث 9/4/2003 و حضورها الخجول اليوم و بدرجة متوسطة و الحاجة إلى الدعم للنهوض بمسؤوليات الصحافة العراقية الحقيقية تجاه الصحافة نفسها و تجاه المجتمع.

و يتفق ذلك مع دراسة (جليل وداي حمود2014)الذي يرى أن اغلب وسائل الإعلام العراقي لم تتحمل مسؤولياتها الوطنية في المفترقات الحاسمة التي مرت بها البلاد إذ كان كثير منه تحريضيا و مشيعا للكراهية و متميعا مع الخطاب السياسي.

كما تتفق مع دراسة (منتصر حسين جواد وزة 2014) و التي أشارت إلى حاجة العراق إلى إعلام تتوازن به الحرية و المسؤولية الإعلامية من خلال نبذ وتيرة العنف اللفظي في الرسالة الإعلامية و إيجاد استراتيجية إعلامية وطنية تعمل على تحديد الخطاب الإعلامي و إتاحة الفرصة للتعبير الحر باحترام الرأي الآخر و عدم المساس بالكرامات و التجريح و التشهير.

و نبذ الانشقاق و التطرف في المجتمع و محفزا وداعيا إلى الوحدة الوطنية.