اتجاهات التجديد في علم أصول الفقه بين التبديد و التنديد : دراسة تحليلية نقدية

الملخص AR

إن التجديد في شتى العلوم الإسلامية لاسيما علم أصول الفقه، أمر لا بد منه فهو ينبوعه الصافي، ومادته الخصبة و بغير هذا العلم لا يمكن للتجديد أن يكون قائما، وقد تنوعت المقاربات التجديدية في هذا العلم بين الإلغاء و الجمود و منها ما كان وسطا بينهما، و رأى أن التجديد لا بد منه منطلقا من ضوابط و معالم لا تلغي القديم بل تعيد إليه جدته و رونقه، لذا آثرت أن أكتب بحثا في هذا الموضوع تجلية لغوامض هذا الأمر و بيانا لما أشكل فيه، و نزولا من سماء النظريات إلى أرض العمل و التطبيقات.

و اقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون في تمهيد و ثلاثة مباحث و خاتمة، شملت لأهمية و الأسباب و المنهج و الخطة، و احتوى التمهيد على تعريف لمفهوم التجديد، وجاء المبحث الأول في ذكر مدارس التجديد و اتجاهاته، و الثاني محددات التجديد و ضوابطه، و الثالث في آفاق و أنماط التجديد في علم أصول الفقه، ثم جاءت بها أهم النتائج و التوصيات.

و من أهم النتائج: إن المحاولات التجديدية لكثير من الحداثيين تهدف إلى إلغاء هذا العلم لا تجديده وأنهم يستبدلونه بفراغ لا بمحتوى جديد في الحقيقة، و إن عامة المحاولات التجديدية للحداثيين تكتفي على التنظير فقط، و ليس لها مجال في الواقع العملي التطبيقي، و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.