أثر القيادة على المناخ التربوي في المؤسسات التعليمية المعتمدة و الغير معتمدة للتعليم قبل الجامعي في ضوء معايير الجودة

الملخص AR

إن ما تشهده مصر من تغيرات حقيقية في الآونة الاخيرة متمثلة في التنمية الشاملة لمختلف قطاعات الحياة و إنجازات غير مسبوقة في مدى زمنى قصير مما يرسم خريطة جديدة لمصر في المستقبل القريب و إدراك القيادة السياسية دور الانسان المصري في صناعة تلك التنمية ووصفه أنها تنمية بأيدي مصرية 100% يلقى تكليفا على المسئولين عن التعليم في مصر باعتبار التعليم أساس نهضة و تقدم المجتمع حيث يؤدى دورا فاعلا في تحديد مستقبل الشعوب وفي عمليات التراكم المعرفي و المهارى والوجداني بما يقوم به من إعداد و تهيئة الموارد البشرية و جعله مؤهل للإسهام في إحداث نقلة نوعية للتنمية المستدامة (5: 5).

و لا تكمن أهمية التعليم فقط في تزويد المجتمع بحاجاته من الكفاءات البشرية بل انه يعتبر أداة لاستيعاب التقدم العلمي العالمي و نشر المعرفة و تطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع و قيادة عمليات التطوير و التغير.

فهو المشارك الأكبر في دفع قاطرة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية عن طريق الاستثمار في رأس المال البشرى بما يتولد عن ذلك من مخرجات بشرية و تكنولوجية تستطيع تلبية احتياجات سوق العمل و المنافسة على الدوليه.

و لن يتحقق بدون مستوى جيد من التعليم عندما نتحدث عن مستوى عالي الجودة فإننا نتحدث عن توافر عناصرها الأساسية التي تشكل فارقا مميزا في نتائجه و تتلخص في الفاعلية و الجاهزية و الكفاءة و تشكل هذه العناصر الثلاثة الفارق الأساسي لنقل أثر التعليم إلى أرض الواقع و اكتساب المتعلمين للمعرفة و المهارات و السلوك الذى يمكنهم من تحقيق اهداف العملية التعليمية و تحويلها إلى ارض الواقع (15).

مشكلة البحث: -أصبح من المسلمات اعتبار الطفولة صانعة القرار و الاهتمام بالمؤسسات التربوية المعنية فيها من المعايير التي يقاس بها تحضر الأمم و الشعوب بالتالي توجهت دعوات الإصلاح نحو التماس تطبيق معايير الاعتماد التربوي في مدارس التعليم الأساسي المصرية باعتبار أن ذلك يمثل مطلبا ملحا تمليه حاجة أبنائنا الماسة إلى نوعية تعليمية عالية الجودة (3: 1).

و لقد هدفت الهيئة القومية لضمان الجودة و الاعتماد إلى تحقيق جملة من الأهداف أهمها نشر الوعى بثقافة الجودة و دعم القدرات الذاتية للمؤسسات التعليمية للقيام بالتقويم الذاتي وتوكيد الثقة على المستوى المحلي و الإقليمي في جودة مخرجات العملية التعليمية بما لا يتعارض مع هوية الأمة و التقويم الشامل للمؤسسات التعليمية و برامجها طبقا للمعايير القياسية و المعتمدة لكل مرحلة تعليمية.

(3: 6)ويرى محمد عطوة (2002م) أن من مبررات التوجه نحو اعتماد مدارس التعليم الأساسي في مصرحيث تبين باستقراء واقع التعليم العربي يمكن ملاحظة تخلفه عن ركب حضارة الألفية الثالثة و يؤكد ذلك العديد من الشواهد و الأدلة و التي من بينها تخلف الفكر التربوي في الوطن العربي حيث مازال التعليم العربي يتخبط في متاهات و دوائر متناهية من المشاكل و الصعوبات التي غالبا ما تحكم على خططه و استراتيجياته بالتعثر و على جهوده ووعوده باليأس و على توجهاته و آفاقه بالانطفاء.

و نزول على أرض الواقع في مصر فقد حظي الاعتماد في الوقت الراهن باهتمام كبير لكونه عملية يستجدى منها إصلاح النظام التعليمي و التحول به من ثقافة الحد الأدنى من الأداء إلى ثقافة الإتقان و الجودة و من ثقافة التكرار و اجترار الماضي إلى ثقافة الإبداع و التحول من النمطية إلى ثقافة التنوع و الخصوصية و التحول الجزئي من التعلم المعتمد على الآخر إلى التعلم المعتمد على الذات و من التحول المعتمد على ثقافة التسليم بالواقع إلى ثقافة التقويم.

(20: 12 ) و من خلال خبرة الباحثون في مجال الجوده و الاعتماد و عملهم كمراجعين خارجىين للتعليم قبل الجامعى بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم و الإعتماد بجانب عملهم الاكاديمى و من خلال تقديم الدعم الفنى و المقابلات لجميع العاملين بالمدارس و تدريبهم على كيفية فهم و تطبيق المعايير و المؤشرات و الممارسات الخاصة بجودة التعليم إستعدادا للإعتماد التربوى من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم و الإعتماد و أيضا من خلال المسح المرجعى للدراسات السابقة و التنقيب بالمكتبات و التى كان من أبرزها دراسة وهف بن على القحطانى (2000م)والتى توصلت نتائجها إلى أن زيادة العبء التدريسي للمعلم كان من أحد أهم أسباب القصور في أداء المعلمين و نقص إمكانات المدرسة و تجهيزاتها و زيادة كثافة الطلاب في الفصول الدراسية و العلاقات الإنسانية السلبية داخل المجتمع المدرسي و النمط الإداري لمدير المدرسة غير الديمقراطي.

بينما أشارت نتائج نعمة عبد الرؤوف (2005م) في مجال القيادة أن انعدام الوعي بفلسفة إدارة الجودة الشاملة لدى المدراء، و أن عملية اتخاذ القرارات الإدارية لديهم لا تعتمد على الأساليب الإحصائية إلى جانب عدم الاهتمام بعملية التحسين المستمر و هذا ما يعني حسب الباحثة أن الإدارة المدرسية لا تلتزم بأهم مبادئ إدارة الجودة الشاملة.

( 22: 10)(25: 13)وفي حدود علم الباحثون لم يجدوا اى دراسة تتطرق إلى " دراسة أثر القيادة على المناخ في المؤسسات التعليمية المعتمدة و الغير معتمدة للتعليم قبل الجامعى في ضوء معايير الجودة و هذا أحد الدوافع لإجراء هذا البحث كما تبين من المقابلات و زيارات المدارس أن هناك تغيرات في آداءات الممارسات في مجالات الجودة للمؤسسات التعليمية المعتمدة كما يوجد تغيرات في المدارس الغير معتمدة ايضا على مدار الفصول الدراسية المختلفة و هذا ما دعى الباحثون لإجراء دراسته الحالية.

هدف البحث: يهدف البحث إلى التعرف على المؤسسات التعليمية المعتمدة و الغير معتمدة للتعليم قبل الجامعى في ضوء معايير الجودة من خلال: - تقييم مجال القيادة في المؤسسات التعليمية (المعتمدة و الغير المعتمدة و الغير متقدمة للاعتماد).

- -تقييم مجال المناخ التربوى في المؤسسات التعليمية( المعتمدة و الغير المعتمدة في و الغير متقدمة للاعتماد).

- التعرف على العلاقه بين القيادة و المناخ التربوى في المؤسسات التعليمية (المعتمدة و الغير المعتمدة و الغير متقدمة للاعتماد).

تساؤلات البحث: - - ماهو واقع مجال القيادة في المؤسسات التعليمية (المعتمدة و غيرالمعتمدة و التى لم تتقدم للاعتماد)- ماهو واقع المناخ التربوى في المؤسسات التعليمية(المعتمدة و غيرالمعتمدة و التى لم تتقدم للاعتماد)- ماهى الفروق بين القيادة و المناخ التربوى في المؤسسات التعليمية (المعتمدة و الغير المعتمدة و التى لم تتقدم نهائيا للإعتماد)