دمج و تطويع التراكيب النسجية كمدخل لإثراء المعلقة المنسوجة

الملخص AR

إن النسيج اليدويأحد مجالات الفن التشكيليالذي يتضمن قدرا كبيرا من المعلومات و التدريبات المتصلة بالتراكيب و العمليات النسجية و التي تعد مدخلا مبتكرا في مجال التربية الفنية من شأنها أن تثريالمعلقات المنسوجة المتنوعة الاستخدام بالطابع الجمالي ولما كانت التراكيب النسجية هي الأساس في صناعة النسيج لأنها تمثل العلاقة التي تربط بين خيوط السداء و اللحمة لعمل التعاشق الذي يتكون منه المنسوج فهيإذن تعد من الأسس البنائية التى تحظى باهتمام كثير في مجال الابتكارات الفنية النسجية.

و بناءا عليه نشأت الفكرة البحثية فىالاستفادة من دمج و تطويع التراكيب النسجية المختلفة مثل "السادة و المبرد و الأطلس" و مشتقاتها و التىتعد من أهم المداخل الجمالية و التشكيلية المتنوعةلإثراء مجال المعلقة المنسوجة المبتكرةفي الحصول على إيقاعات فنية جمالية من خلال أسلوب نسجها و زخارفها و ألوانها و تخانات خيوطها و كذلك توزيع مساحاتها اللونية بين خيوط السداء و خيوط اللحمة و حيث أن فن النسيج من الفنون اليدوية التي تعبر عن الروح الإنسانية في صورة مادية.

و نجد أن للمعلقة المنسوجة أهمية حضارية تعنى بالتعبير عن المعانى الإنسانية من خلال الشكل و المادة لكونها عمل يحمل أرقى السمات الفنية و المهارات الحرفية و الأسس العلمية و لذلك يهدف البحث إلى "دراسة العلاقة الجمالية و الفنية لدمج و تطويع التراكيب النسجيةفي استحداث صياغات نسجية من خلال التعرف على القيم الفنية و الجمالية لها في التشكيل البنائى للمعلقة المنسوجة وذلك لتوسيع آفاق الرؤية الفنية و الإدراك الجمالىللتراكيب النسجية للارتقاء بالمعلقة المنسوجة".

و تكمن أهمية البحثفي الاستفادة من الجماليات التشكيلية للتراكيب النسجيةوإدراك علاقاتها بالدمج و التطويع كمدخلا يثرى البناء التشكيلى للمنسوج وذلك بتوظيف القيم الفنية و الجمالية لها و ما تضيفه من أبعاد تشكيلية في المعلقة المنسوجة و التىتتنوع في أشكالها و استخداماتها فهى تمثل أرقى المنسوجات في إحياء الرموز الفنية التى تستهدف الشكل الجمالى إلى جانب التعبير عن المعاني.

و من أهم نتائج تجربة البحث أنها أثبتت إمكانية استنباط صياغات تصميمية زخرفية تجمع بين البناء التشكيلى للتراكيب النسجية تتسم بالجماليات المتعددة التى أكدت على أنها وسيلة و مدخل يتيح لنا إدراك و تذوق و صياغة رؤى جمالية جديدة تثرى التشكيل البنائى المعلقة المنسوجة وقد أثبتت الأسس الجمالية بتلك التراكيب أنها لا تقتصرعلى المتعة الحسية بل تؤكد الحقيقة الفنية و القيمة الجمالية بتصميم العمل الفنى و تشارك في تنمية الابتكار كما أكدت على أن الرؤية الفنية و الإدراك الجمالى لها هي إحدى وسائل التقنية التشكيلية التىلها إسهامات واضحة فىتطوير المعلقة المنسوجة بشكل متنامي.

مقـدمة
يعتبر النسيج من أقدم الفنون التى نشأت مع الإنسان و تتميز إبداعاته الفنية على مر العصور بخصائص جمالية كموضوعات للحس و الذوق مثلما تنطوي على حقائق تتعلق بالحياة.

و هكذا نشأت الحاجة دائما لفهم الفن و الجمال ودورهما التاريخيفي عالمنا فكانت له وظيفته في الوجود الحقيقى.

فأعمال الفن التشكيلى بالإضافة إلى كونها تشتمل على الألوان و الخطوط و الأضواء و الظلال و الملامس و الإيقاعات فهى تتضمن أيضا الأبعاد الخيالية و العاطفية و الرمزية ^([1]).

و بالرغم من التقدم العلمي و التكنولوجي في مجال الصناعات النسجية و التطورات الحديثة لها إلا أن النسيج اليدوي هو تلك الممارسات اليدوية لإنتاج الكثير من الأعمال المنسوجةالتى تتضمن الجوانب الجمالية و الابتكارية و النفعية و بالاستفادة من دمج و تطويع بعض الخامات و التراكيب النسجية للحصول على جماليات متعددة بالمعلقة المنسوجة موضوع البحث.

فمجال النسيج اليدوي واحدا من مجالات الفن التشكيلىالذى يتضمن قدرا كبيرا من المعلومات و التدريبات على استخدام المهارات اليدوية المتصلة بالتراكيب النسجية خاصة و العمليات النسجية الأخرى عامة و التي تعد مدخلا مبتكرا في مجال التربية الفنية من شأنها أن تثرى المعلقات المنسوجة المتنوعة الاستخدام كما أنها تضفي عليها الطابع الجمالي حيث أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يعمل بيده و الفضل في مركزه السامى بين سائر الأحياء يرجع لله سبحانه و تعالى وحده في هذا المجال و تطويره المستمر لكل عمل يقوم به و إضفاء المتعة للناظرين من خلال العمل الفني المبتكر.

ولما كانت التراكيب النسجيةهى الأساس في صناعة النسيج لأنها تمثل العلاقة التى تربط بين خيوط السداء و اللحمة لعمل التعاشق الذى يتكون منه المنسوج فهى تعد من الأسس البنائية التى تحظى باهتمام كبيرفي مجال الابتكارات الفنية النسجية الآلية منها و اليدوية على السواء و لذا فالاستفادة من دمج و تطويع التراكيب النسجية المختلفة مثل "السادة و المبرد و الأطلس" و مشتقاتهابموضوع البحث تعد من أهم المداخل الجمالية و التشكيلية المتنوعة و التي لها الأثر الأكبر على تنمية بعض القدرات الابتكارية للدارس المتخصص.

و نجد أن أسلوبدمج و تطويع التراكيب النسجية يعد مدخلا لإثراء مجال المعلقة المنسوجة المبتكرةوالتى تنفذ على النول اليدوىفي الحصول على إيقاعات فنية جمالية من خلال أسلوب نسجها و زخارفها و ألوانها و تخانات خيوطها و كذلك توزيع مساحاتها اللونية بين خيوط السداء و خيوط اللحمة و حيث أن فن النسيج من الفنون اليدوية التى تعبر عن الروح الإنسانية في صورة مادية كالمعلقات و السجاد و الكليم اليدوى الذى له قيمته الفنية و الإبداعية و النفعية و الجمالية و يرجع ذلك إلى تميزه و تفرده بين المجالات الفنية الأخرى.

و لهذا كان الاتجاهنحو الاستفادة من دمج و تطويع التراكيب النسجية البسيطة للحصول على ابتكارات فنية و جمالية جديدة تصلح كمدخل لإثراء المعلقة المنسوجة و التى يرجع تاريخها إلى العصر الفرعونىوالقبطىوالإسلامىواستمرت حتى الآن و أخذت تتطور و تهذب تبعا لنمو الذوق العام متمثلا فيها الجوانب الجمالية و الإبداعية و النفعية و مدى ما اشتهرت به في مجال الفنون النسجية منذ العصور الأولى للإنسان الأمر الذى دفع الباحث أن يربط بين التراكيب النسجية من خلال الدمج و التطويع في تصميم نسجى مبتكر يتميز بالإيقاعات الجمالية المتناغمة سواء كان من خلال التركيب النسجى أو العناصر التشكيلية المتنوعة مضافا إلى ذلك الخامة النسجيةمن خلال تطبيقات البحث العملية.

و يتناول البحث دراسة التراكيب النسجية و التى ينتج عن دمجها و تطويعها تأثيرات جمالية متعددة في التصميم على ورق المربعات و التنفيذ على النول اليدوى مثل الامتدادات و المشتقات النسجية بالمزج و التداخل بسطح المنسوج مع وجود اختلاف في عدد الخيوط و نمرها و تأثيراتها اللونية و الملمسية.

و نجد أن للمعلقة المنسوجة أهمية حضارية تعنى بالتعبير عن المعانى الإنسانية من خلال الشكل و المادة حيث أنها ليست نسيجا عاديا أو زخرفيا و لكنها عمل يحمل أرقى السمات الفنية و المهارات الحرفية و الأسس العلمية فهى عمل يرتبط ارتباطا وثيقا بالفن و الحرفة ووضع حدود مؤكدة للنسيج اليدوى توضح خصائصه و مميزاته التى ينفرد بها عن غيره و تعريفا كاملا بالمواصفات النسجيةالتى اتبعت في هذا الفن قديما و حديثا و الخطوات الفنية التى يمر بها هذا العمل منذ بداية فكرة موجزة حتى تتم ترجمته إلى نسيج موضحا تلك الخطوات و أصولها.

و لذا فالفن في هذا المجال يقوم بترقية العقول و الأحاسيس و تدعيم القيم المرتبطة بالذوق العام و تهذيب النفس و حب العمل و الابتكار.