الرباعيات المزدوجة لألفاظ أفعال الحركة في القرآن الكريم : دراسة صوتية دلالية

الملخص AR

موضوع دراسة هذا البحث هو(الرباعيات المزدوجة لألفاظ أفعال الحركة في القرآن الكريم: دراسة صوتية دلالية).

و نطاق الدراسة هو مجموعة من ألفاظ الأفعال الرباعية التي تتكون من مقطعين مكررين تتوالى فيهما الأصوات وفق ترتيب معين بحيث يزدوج و يتكرر الصوت الواحد مرتين داخل كل لفظة.

وهى أصوات تتصف بالجرس الصوتي الموحي بالأثر الحسي و النفسي المعني في السياق قوة كان أو ضعفا.

وهى ألفاظ الأفعال الرباعية التالية( حصص و دمدم و زحزح و زلزل و عسعس و كبكب و وسوس) الدالة على أحداث وحركات لها بعد سمعي عبرت عنه أصواتها.

فنكاد نسمع الحركة المقصودة كاملة من أصوات هذه الأفعال.

توصل البحث إلى مجموعة من النتائج منها
1- دقة استعمال ألفاظ الأفعال الرباعية الدالة على الحركة في القرآن الكريم في مواضعها و دقة انتقاء الأصوات فيها.

2- اتسمت الأصوات في ألفاظ أفعال البحث بقوة التأثير و البعد السمعي و مناسبة صفاتها للمقام مصورة حركة الفعل.

فجاءت شديدة في موضع الشدة رقيقة هامسة في موضع الضعف و اللين( حذوا لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث).

3- ترتيب الأصوات داخل أفعال البحث بحيث قدم الصوت الذي يماثل أول الحدث و الحركة وتنتهي بصوت يضاهي حركة نهايتها.

4- كون الإزدواج و التكرار في ألفاظ أفعال البحث وحدة إيقاعية متناسقة نتج عنها جرسا موسيقيا معبرا عما تحمله الأصوات من إيحاءات و مناسبا لها فمثلت المراد من خلال أصواتها الدالة عليه الناطقة به.

و تكونت من مقطعين متماثلين متكررين في السرعة و الجرس الموزون مما أسهم في دقة إيصال الدلالة و تصور المعنى حتى يكاد يسمع المتلقي صوت الحركة المرادة على حقيقته كأنه واقع ملموس و مشاهد و معاين و مسموع و أكد المعنى و قواه.

5- جاء الإزدواج الصوتي و المقطعي و التكرار داخل ألفاظ أفعال البحث استجابة لتداعيات السياق الذي اقتضى تكرار أصوات كل فعل لرسم صورة الدلالة بدقة مما جعلنا لا نحسه معه تكرارا بل كأنه صوت جديد لما أفاد من تصوير المعنى المراد بدقة متناهية.

6- خلت أصوات ألفاظ أفعال البحث من تنافر الأصوات فجاءت متناسقة سهلة النطق عذبة الجرس مؤثرة في السمع مجسدة للدلالة.

7- تنوعت صيغ أفعال الحركة المدروسة بين البناء للمعلوم و البناء للمجهول.

و كان البناء للمعلوم للتعبير عن أحداث الدنيا بينما بني الفعل الرباعي للمجهول عندما عبر عن أحداث يوم القيامة.

و أفعال البحث جميعها جاءت بصيغة الماضي للدلالة على الثبات و اليقين ما عدا الفعل( و سوس) جاء على صيغة المضارع أيضا للتعبير عن تكرار الحدث و تجدده و استمراره وذلك في صيغة المضارع منه ( يوسوس).