الشعر الاجتماعي عند محمد إبراهيم بظاظو : دراسة موضوعية فنية

الملخص AR

m لحمد رب العالمين و الصلاة و السلام على أفصح من نطق بالضاد " " و بعد – صلى الله عليھ و سلم –سيدنا محمد فالشعر فن العربية الأول و أكثر فنون القول ھيمنة على التاريخ الأدبي عند العرب خصوصا في عصورھا الأولى لسھولة حفظھ و تداولھ وقد شاركتھ في الأھمية بعض الفنون الأدبية الأخرى كالخطابة.

و بعد تطور الكتابة و انتشارھا و اتصال العرب بغيرھم دخلت بقية الفنون الأخرى المتمثلة في النثر بأشكالھ المختلفة لتساھم جنبا إلى جنب في تكوين تراث الأدب العربي.

و يعد الشعر وثيقة يمكن الاعتماد عليھا في التعرف على أحوال العرب و بيئاتھم و ثقافتھم و تاريخھم و يلخص ذلك قولھم": الشعر ديوان العرب " ولما كان الأدب بعامة و الشعر بخاصة ينفذ إلى أعماق الذوق و الحس المرھف لدى المتلقى لذا فلا يدرك قيمتھ و لا يحس ببيانھ سوى أصحاب الذوق الرفيع و الثقافة العميقة حيث إن الأديب يشبھ النحلة التي تملك الدربة الكافية لامتصاص الرحيق من ثغور الأزھار و من ثم إعادتھ شھدا.

من ھذا المنطلق اھتم الباحثون بالأدب العربي شعرا و نثرا في مختلف العصور الأدبية فالأدب إذا جھد بشري يتفاعل مع الحياة الاجتماعية و يتأثر بھما و يؤثر فيھا و يصطبغ بلونھا.

لذا فقد استجاب الشعر الاجتماعي لمجريات الحياة في عصورھا الأدبية المختلفة فوقف منھا موقفا إصلاحيا دعا فيھ إلى الثورة على العادات البالية القديمة التي سادت المجتمع العربي و علقت بھ خلال فترات الحكم المتلاحقة عليھ قبل النھضة الحديثة و تعتبر من مخلفات الفترة المظلمة.

﴿٣٦٢﴾ فدعوا إلى فتح المدارس و الدعوة إلى دخولھا بنين و بنات وذم التعصب القبلي و الإقطاع الذي جثم فوق صدور الناس و انتقدوا الحياة اللاھية و التفكك الاجتماعي و التكالب على المادة و الظواھر الاجتماعية السيئة التي تسئ إلى العقيدة و الأخلاق و العادات و تلحق بالمجتمع من الأدواء ما يقوض دعائمھ إذا تركت تعمل عملھا المدمر في كيانھ.

لذا أردت أن يكون الشعر الاجتماعي ھو موضوع بحثي الذي قمت بدراستھ عند الشاعر "محمد بظاظو "في ديوانھ "فيض الشجون.

" و يعد ھذا البحث أول دراسة عن الشاعر "محمد بظاظو "فلم يكتب أحد عنھ من قبل.

وقد جاءت خطة الدراسة مشتملة على الآتي: التمھيد: و فيھ عرضت للشاعر سيرة و حياة متناولا نشأتھ و تعليمھ –أولا و وظائفھ و صفاتھ و أخلاقھ و نتاجھ الشعري.

ثم ختمت التمھيد بالتعريف بمصطلحات البحث مثل: الأمة و المجتمع و الجماعة و مفھوم الشعر الاجتماعي.

.

الفصل الأول و عنونتھ": بالدراسة الموضوعية: و فيھ مبحثان –ثانيا المبحث الأول.

و جعلتھ خاصا بنقد "بظاظو "للظواھر السلبية في المجتمع من مثل": ھموم الأمة و العداوة و الخصام و إھمال الشباب و التقصير في زيارة المريض و التحية و الدجل و الشعوذة وموالد الأولياء و الجريمة و الرقابة الدينية.

و المبحث الثاني "تشجيع الظواھر الإيجابية" و فيھ عرضت لتشجيع "بظاظو "للظواھر الإيجابية في المجتمع مثل "دور العلماء في المجتمع و الحث على الزواج و الإشادة باللغة العربية و التعاطف مع الزملاء و الإنجازات التي تمت في قريتھ.

" و الفصل الثاني: عقدت فيھ دراسة فنية شاملة من حيث: الشكل و المضمون و الأسلوب و الموسيقى و العاطفة و الصورة الشعرية والوحدة العضوية.

﴿٣٦٣﴾ للوقوف على مناحي الإبداع في تصوير ھذه العادات الاجتماعية ثم كانت و فھارس المصادر و المراجع.

ختاما لھذا البحث.

أعلم بما بذلتھ من جھد في ھذه الدراسة – سبحانھ و تعالى – و بعد: فا المتواضعة فإن أكن قد وفقت لما ھدفت إليھ فبفضل الله تعالى على و حسن توفيقھ و إن كانت الأخرى فحسبى أنني لم أدخر جھدا و لا وقتا في سبيل انجاز ھذا البحث و لا يكلف الله نفسا إلا و سعھا و ما توفيقي إلا با عليھ توكلت و إليھ أنيب.