استلهام الشخصية التراثية في العصر الحديث

الملخص AR

الحمد لله و الصلاة و السلام على محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من و الاه و بعد:
فلم تفتأ الحركات الشعرية في كل حين تستنطق التراث و تحاوره إما بتقدير و تبجيل أو بهجوم و عنف وفي كلا الموقفين يتجلى هو بحضوره المتميز يظهر في إبداع المبدعين في كل وقت وحين و لا يستطيع الابن أن ينفلت عن أبيه أو ينسلخ منه لأنه منه أتى و من عوامل وراثته نشأ و تكون.

خيط التراث في الشعر الحديث ظاهر جدا يدركه الناظر لأول وهلة و تفاعل الشعراء مع النصوص القديمة على اختلاف مستوياتها واضح لكل ذي عينين ولم تستطع حركة شعرية مهما ادعت القطعية مع التراث أن تنفلت من إساره أو تتخلص من سلطته.

وهذا البحث يعالج مظهرا من مظاهر حضور الموروث في الشعر العربي الحديث و هو استلهام الشخصيات التراثية و أثر هذا الاستلهام في تطور الشعر وقد قمت بوضع هذه العملية (الاستلهام) في محلها من درس البلاغيين القدماء و النقاد المعاصرين كما عرضت أهمية الاستلهام لدى الشاعر و تحدثت عن موقف بعض النقاد و المفكرين من التراث و أزمة الحداثة العربية ثم تناولت نماذج من شعراء يمثلون اتجاهات فنية مختلفة لرصد بعض الشخصيات التاريخية الواردة في أشعارهم.