ثورات الشام و شبه الجزيرة العربية و بغداد في عهد الخليفة العباسي الواثق (227- 232هـ 841–846م)‎

الملخص AR

شهدت نهاية العصر العباسى الأول العديد من الثورات على عهد الخليفة العباسى الواثق ( 227 – 232هـ / 841 – 846م ) و التى تعتبر في حقيقتها ثورات تعبر عن العصبية الإقليمية لكل إقليم و إن تنوعت الأسباب الدافعة لها فقد شهدت مدينة دمشق عاصمة الدولة الإسلامية على العهد الأموى ثورة على ممثل الحكم العباسى الذى اتبع سياسة قوامها العنف و البطش ضد أهم بطون العرب هناك – قبيلة قيس – الذى أدى إلى تأجج نار ثورة انضمت إليها جموع أهل دمشق.

أما فلسطين و التى شهدت حراكا ضد ممارسات ممثلى السلطة و التى سلكت مسلكا دينيا بالأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ضد ما يأتيه السلطان و ممثليه و سرعان ما تحول الأمر إلى ثورة سياسية زادت جموع المؤيدين لها و أصبح الأمر ينذر بسوء العاقبة.

و بعد اندلاع ثورات الشام اندلعت اضطرابات الأعراب في شبه الجزيرة العربية و التى شملتها من أقصاها إلى أدناها و التى جاءت تعبيرا عن رفض سياسة القهر و الظلم من الولاة و كذا كره العنصر التركى و ازدرائه و الغضب من استئثاره بامتيازات الدولة.

كما وصل الغضب الدينى أقصاه في بغداد التى ذاق أهلها من علمائها و فقهائها و حتى عامتها الوبال بسبب محنة القول بخلق القرآن و كان نقل العاصمة من بغداد إلى سامراء و تربع العنصر التركى على مناصب الدولة و حيازته الامتيازات عوامل ساعدت على تأجج تلك الثورة إلا أن الصدفة المحضة كشفت التخطيط لتلك الثورة و من ثم القضاء عليها.

و الحقيقة أن الخلافة العباسية تمكنت باقتدار من القضاء على تلك الثورات و مهدت الأمور إلا أن الأمر كان شبيها بوضع الرماد على النيران دون اقتصاصها من جذورها