دور الإعلام التقليدي و الجديد في تنمية المهارات النقدية لدى الشباب المصري : دراسة ميدانية

الملخص AR

من المهم أن يكتسب المواطنون أنواعا جديدة من معرفة وسائل الإعلام التي تسمح لهم باستخدام وسائل الاتصال الرقمية بالطرق التي تعزز الديمقراطية العالمية و من الضروري أن يكتسب الشباب بصفة خاصة خبرة البيئة الإعلامية وأن يتعلموا كيفية استهلاك المحتوى الإعلامي بالإضافة إلى كيفية إنتاجه وتوصيله إلى الجماهير.

و تحتاج فلسفة استخدام الإنترنت الجديدة إلى دمج التدريب الفني الأساسي من جانب و التحليل النقدي الاجتماعي و السياسي من الجانب الآخر و إلى مشاركة العناصر المؤثرة في عملية التعلم مثل: المدرسين و المحاضرين والوالدين و صانعي السياسات الوطنية و العالمية و مصادر الإعلام ذاتها.

و الهدف هو جعل المواطنين الشباب المستخدمين لوسائل الإعلام ناشطين سياسيا و على درجة عالية من الوعي.

و من هذا المنطلق تتحدد مشكلة الدراسة في كيفية قيام وسائل الإعلام التقليدية و الجديدة في تشكيل المهارات النقدية للشباب المصري بداية من استقبال المعلومة مرورا بمراحل مثل التحليل و التعديل و حتى الإضافة عليها وذلك نحو أهم القضايا المصرية المعاصرة ــــ ألا وهي الديمقراطية ـــــ من ناحية و من ناحية أخرى عما اذا كانت تستطيع تلك الوسائل من إرساء مفهوم حقيقي للديمقراطية في ظل ما تشهده الساحة المصرية من ممارسات ديمقراطية نسبية.

وسعت الدراسة للكشف عما إذا كانت هناك علاقة بين مشاهدة مضامين وسائل الإعلام بشقيها التقليدي و الجديد(القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت) و تنمية و تشكيل مهارات نقدية لدى الشباب الجامعي المصري نحو قضية أبرز قضايا الديمقراطية متمثلة في الانتخابات البرلمانية 2015 و تحديد نوع هذه العلاقة في إطار نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام و باستخدام منهج المسح على عينة قدرها 400 مبحوثا من الشبابا الجامعي المصري وقد خلصت الدراسة لمجموعة نتائج أهمها: جاءت فئة المستوى المتوسط لمعدل تعرض الشباب الجامعي عينة الدراسة للقنوات الفضائية في المرتبة الأولى بمعدل(102 تكرارا) بنسبة(51، 8% ).

جاءت فئة المستوى المرتفع لمعدل استخدام الشباب الجامعي عينة الدراسة لشبكة الإنترنت في المرتبة الأولى بمعدل(236 تكرارا) بنسبة(59% ).

كشفت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب عينة الدراسة لديهم مستوى متوسط من تأثيرات وسائل الإعلام بشقيها التقليدي و الجديد للتغطية الإعلامية تجاه بعض القضايا السياسية المصرية الداخلية وذلك بمعدل(200 تكرارا) بنسبة(50% ).

كشفت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب عينة الدراسة لديهم اتجاه معتدل نحو المهارات المشكلة من وسائل الإعلام التقليدية وذلك بمعدل(219 تكرارا) بنسبة(54، 8% ).

كشفت نتائج الدراسة أن النسبة الأكبر من الشباب عينة الدراسة لديهم اتجاه معتدل نحو المهارات النقدية المشكلة من وسائل الإعلام الجديدة وذلك بمعدل(190 تكرارا) بنسبة(47، 5% ).

كشف اختبار بيرسون عن وجود علاقة ارتباط طردي موجب ودال إحصائيا بين كثافة التعرض لوسائل الإعلام التقليدية(القنوات الفضائية) و تشكيل مهارات نقدية لدى الشباب المصري نحو قضايا الديمقراطية المصرية كما كشف نفس الاختبار عن وجود علاقة ارتباط طردي موجب بين كثافة التعرض لوسائل الإعلام الجديدة(الإنترنت) و تشكيل مهارات نقدية لدى الشباب المصري نحو قضايا الديمقراطية المصرية.

كشف اختبار بيرسون عدم وجود علاقة ارتباط دال إحصائيا بين كثافة التعرض لوسائل الإعلام التقليدية(القنوات الفضائية) و حدوث تأثيرات معرفية أو وجدانية أو سلوكية و بذلك يتم رفض هذا الفرض كليا بينما وجدت علاقة ارتباط طردي موجب بين كثافة استخدام وسائل الإعلام الجديدة(الإنترنت) و حدوث تأثيرات وجدانية و سلوكية فقط أما في حالة التأثيرات المعرفية وجدت علاقة و لكنها غير دالة إحصائيا.

أظهر استخدام اختبار "ت" وجود فروق غير دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الشباب الجامعي على الدرجة الكلية لمقياس المهارات النقدية الناتجة عن التعرض لوسائل الإعلام بشقيها التقليدي و الجديد تبعا للنوع أي أن عنصر النوع ليس له أي تأثير على تشكيل وتنية المهارات النقدية سواء الناتجة من وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة.

أظهر استخدام اختبار "ت" وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الشباب الجامعي على الدرجة الكلية لمقياس المهارات النقدية الناتجة عن التعرض لوسائل الإعلام بشقيها التقليدي و الجديد تبعا لنوع التعليم الجامعي(حكومي/خاص) وذلك فيما يتعلق بمهاراة واحدة فقط وهي (مهارة التحليل) لصالح أصحاب التعليم الحكومي.