تعرض الجمهور لمقاطع الفيديو الساخرة على موقع (يوتيوب YouTube)‎ و تأثيره في مستوى الثقة في الشخصيات العامة

الملخص AR

في ضوء تزايد صناعة المضمون الساخر على موقع يوتيوب و مشاهدته من قبل أعداد ضخمة من الجماهير تتبلور المشكلة البحثية في تقصى مدى تأثير مشاهدة الجمهور المصري لمقاطع الفيديو الساخرة للشخصيات العامة بالمجتمع في شتى المجالات السياسية و الإعلامية و الاجتماعية و الرياضية وغيرها على درجة ثقتهم في تلك الشخصيات و العوامل المؤثره في تحديد درجة الثقة في ضوء متغيرات الدراسة التي شملت "مستوى مشاهدة المقاطع الساخرة مستوى التفاعل مع موقع يوتيوب و الثقة فيه تقييم الجمهور للمحتوى الساخر و مستوى تذكرهم له".

و كشفت النتائج عن شعبية موقع يوتيوب حيث تفوقت نسبتي من يشاهدونه سواء "أحيانا" أو "دائما" بنسبة 47.6% و 43.8% على التوالي كمااتضح أن نمط مقاطع الفيديو الأكثر مشاهده هو "مقاطع فيديو من قنوات أو برامج تليفزيونية معينة وتم نشرها على اليوتيوب" حيث تصدرت المرتبة الأولى بنسبة 68.1% فقد أصبح موقع يوتيوب بما يتيحه من حرية وقت و مكان المشاهدة و إتاحه الفرصة للتحكم في مشاهده أجزاء بعينها من داخل الحلقة دون الحاجه لمشاهدتها بأكملها وسيلة بديلة تنافس بشدة التليفزيون كوسيلة تقليدية و أصبح يوتيوب يحقق أرباحا كبيرة من و راء نشر تلك المقاطع ووضع الإعلانات التجارية عليها إلى جانب استفادة منتجوا تلك المقاطع المصورة.

و اتفقت تلك النتيجة مع دراسةHanson and Haridakis (2008) التي أشارت إلى أن 69% من عينة الدراسة "يشاهدون النمط التقليدي للأخبار المقاطع الفيديو".

كما تبين تصدر "المحتوى الفني و الترفيهي" المرتبة الأولى بنسبة 73.3% كأهم محتوى يشاهده المبحوثون على الموقع.

كما كشفت نتائج الدراسة أن النسبة الكبرى من المبحوثين يشاركون مقاطع الفيديو"Share" بشكل غير منتظم سواء "أحيانا" بنسبة 40% أو "نادرا" بنسبة 35.7% و يدل ذلك على استحواذ تلك المقاطع على اهتمام نسبة كبيرة من المبحوثين حتى يصل الأمر إلى حب مشاركتها مع الآخرين لفتح المجال للنقاش حول تلك المقاطع المرئية مع الأصدقاء و الزملاء و تقييمهم للمحتوى.

و اتفقت نتيجة الدراسة فيما يتعلق بقيام نسبة كبيرة من المبحوثين تصل إلى 64.8% بكتابة التعليقات على مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب مع دراسة Farag (2010) التي كشفت نتائجها أن نسبة 52% من العينة يكتبون التعليقات على مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب.

كما أشارت نتائج الدراسة إلى أن المبحوثين يشاهدون المحتوى الساخر على موقع يوتيوب بشكل نادر "مرات قليلة على مدار الشهر أو بشكل غير منتظم" وذلك بنسبة 55.2% ثم بمعدل "مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا" بنسبة 32.9% و رغم أن المشاهدة ليست يومية و لكن تؤكد أن نسبة التعرض لهذا المحتوى ليست بالقليلة تماما و هذا يشير إلى أن تلك المقاطع تجذب انتباه فئة كبيرة من الجمهور وقد أكدت تلك النتيجة دراسة Erickson(2013) حيث أكدت أن السخرية عنصر جذب قوي للجمهور لمشاهدة الفيديو وأن مقاطع الفيديو الساخرة سلعة استهلاكية لأعداد كبيرة من الجماهير بل و تحظى تلك المقاطع الساخرة بأضعاف الإقبال في أعداد المشاهدة مقارنة بمقاطع الفيديو الأصلية للمحتوى.

و اتفقت نتيجة الدراسة أيضا من حيث ارتفاع نسبة من يشاهد المحتوى الساخر مع دراسة Hanson and Haridakis (2008) أن 74% يشاهدون النمط الكوميدي أو الساخر.

وفيما يتعلق بأسباب مشاهدة المبحوثين للمحتوى الساخر جاء أهم سبب للمشاهدة "الترفيه و الاستمتاع بشكل عام بغض النظر عن كون الشخصية موضع السخرية محبوبة للمبحوث أو غير محبوبة له" حيث جاء نسبة اختيار هذا السبب 70% و يتفق ذلك مع طبيعة الطابع الكوميدي الذي يطغى على هذا المحتوى الساخر وقد اتفقت تلك النتيجة مع نتيجة دراسة Hanson and Haridakis(2008) التي أشارت إلى أن مشاهدي مقاطع الفيديو التي تتضمن أخبارا لكن داخل نمط كوميدي أو ساخر يكون هدف تعرضهم في الأساس "الترفيه".

و بالنسبة إلى قيام المبحوثين بالتعليق على مقاطع الفيديو بدون مشاهدة محتواه و إنما نتيجة للتأثر من بعض التعليقات المكتوبه أدناه التي تعطي للشخص انطباعا محددا بشيء ما أو التعليق لمجرد قراءة عنوان الفيديو فقط تبين أن غالبية أفراد العينة بنسبة 95.2% لا يكتبون تعليقات على مقاطع الفيديو بدون مشاهده المحتوى الفعلي له وهي نتيجة إيجابية تدل على وعي المبحوثين بضرورة عدم تكوين رأي لا يبنى على يقين وقد تعود تلك النتيجة إلى أن غالبية أفراد عينة الدراسة من طلاب الجامعة أو الحاصلين على مؤهلات و دراسات عليا.

وفيما يتصل بتلك النقطة أكدت العديد من الدراسات على أهمية دراسة التعليقات المكتوبة أسفل مقاطع الفيديو لما تمد به من مؤشرات خطيرة حول التوجه العام الخاص بالجمهور في قضية بعينها و هو ما أكدت عليه دراسة (Farag (2010 حيث أكد فيها أن النقاش الذي يتم كتابته على موقعي فيسبوك و يوتيوب له تأثير على الرأي العام و من شأنه إحداث حالة من عدم الاستقرار بالمجتمع و لابد أن تضعه الحكومات في الحسبان.

وفي هذا السياق أكد Thelwall et al.

(2012) في دراسة لهم أن 23% من جملة التعليقات التي تكتب أسفل مقطع الفيديو هي ردود على تعليقات مكتوبة وليست تعليقات على مقطع الفيديو نفسه.