دور القوى الفاعلة في توجيه التغطية الخبرية لخطاب حل القضية السورية في و كالتي الأنباء الإيرانية و التركية

الملخص AR

تتحدد مشكلة الدراسة في التعرف على خصائص و أنماط حضور القوى الفاعلة المختلفة داخل القصص الخبرية في تغطية أحداث و تداعيات خطاب حل القضية السورية (العسكرى-السلمى) لكل من و كالتى الأنباء الإيرانية و التركية و رصد و تحليل آليات توظيف ما تقدمه هذه القوى من معلومات و تصريحات داخل بنى القصص الخبرية و كذلك التعرف على طبيعة التصورات ن مختلف القوى الفاعلة المنتمية لأطراف الصراع في القضية محل الدراسة و التى توظف لرصد ووصف الأحداث و أثر ذلك في توجيه التغطية الخبرية تجاه خطاب الحل (العسكرى-السلمى) للقضية السورية و حدود الاتفاق و الاختلاف بين الوكالتين و مبرراته.

اهم النتائج: - اتخذت هذه الدراسة من القصص الخبرية المنشورة في وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" ووكالة الأنباء التركية "الأناضول" مجالا لدراسة دور القوى الفاعلة للأخبار في توجيه التغطية الخبرية بالتطبيق على حل القضية السورية بشقيها العسكرى و السلمى و تؤكد هذه الدراسة على استخلاص الدور المؤثر في توجيه معالجات النصوص الخبرية من خلال آليات توظيف الوكالة لحضور القوى الفاعلة داخل القصص الخبرية من خلال ما تقدمه من تصريحات و معلومات عبر سرد توصيف مسارات الأحداث ومواقف أطراف القصص الخبرية.

- اثبتت الدراسة أن عملية اختيار الوكالة للقوى الفاعلة لمصادر الأخبار التى تحظى بالحضور داخل القصص الخبرية كذلك خصائص حضور هذه القوى الفاعلة داخل بنية القصة الخبرية تعد آليات أساسية في تحليل أطر سمات خاصة بالأحداث موضع المعالجة.

- كشفت الدراسة عن أن هناك جانبا كميا لتوجيه الخطاب الخبرى يتمثل في الاعتماد المكثف على المصادر المعبرة عن سياسات ومواقف أطراف القضية موضع الدراسة و بما يسمح لرؤية توجهات هذا الطرف بالهيمنة على بنية و مسارات معالجة الأحداث داخل القصص الخبرية في الوقت الذى يتم فيه التغييب أو الإقصاء المتعمد للقوى التى تعبر عن مواقف طرف عن الآخر.

- و من خلال التحليل الكمى وفيما يتعلق بالقوى الفاعلة الموظفة داخل الخطاب الخبرى للوكالتين وكيف أثرت في توجيه التغطية الخبرية لأحداث و تداعيات حل القضية السورية بشقيها العسكرى و السلمى نجد أنه فيما يخص وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" فقد شكلت المصادر الداعمة للموقف الرسمى السورى بنسبة (73، 55% ) من جملة المصادر الموظفة في التغطية في حين تضاءل توظيف المصادر الرافضة للحل السلمى إلى (21، 29% ) في تأكيد على هيمنة حضور القوى الفاعلة – وكما وصفتها الوكالة الإيرانية- بأنها الدول الصديقة لسوريا خاصة أن غالبية هذه المصادر انتمت إلى جهات حكومية تمثلت في رؤوساء الدول الصديقة و هو ما أثر في توجيه التغطية إزاء الأحداث موضع التحليل أما وكالة الأنباء التركية "الأناضول" فقد عبرت خصائص حضور القوى الفاعلة داخل التغطية الخبرية عن تحيز للقوى الفاعلة لدول التحالف الأمريكى و حضورها بشكل مكثف أكثر من القوى الفاعلة لدول التحالف الروسى بنسبة (57، 43% ) بينما جاءت القوى الفاعلة لدول التحالف الروسى بنسبة (34، 65% ) مما يعطى دلالة لتوجيه التغطية الخبرية للوكالة التركية لرفض الحل السلمى مقابل الحل العسكرى وتوكد المؤشرات الكمية على سمة التحيز في توظيف القوى الفاعلة بالحضور المكثف للمصادر الرسمية لدول التحالف الأمريكى في مقابل الروسى.

- و رصدت الوكالة الإيرانية أن الحلف المتآمر علي سوريا كثيرا ما حاول التشكيك في إستمرار دعم إيران وروسيا و حزب الله لحكومة الأسد و اراد من خلال هذه التشكيكات إضعاف معنويات الرئيس السوري بشار الأسد و جيشه الذي يقاوم الإرهاب و قبل ذلك إضعاف معنويات الشعب السوري بأنه لا فائدة من المقاومة.

و أثبتت روسيا أن لا أحد يستطيع صدها عن مواصلة دعمها لحليفتها سوريا علي الاطلاق.

حيث دعمت موسكو دمشق عسكريا و إقتصاديا و سياسيا في المحافل الدولية و استخدمت حق النقض (الفيتو) مرات عديدة لابطال مشاريع قرارات أمريكية ضد سوريا حتى التدخل الروسي العسكري في سورياوأكدت الوكالة على الدعم الشعبي الذي يتلقاه الرئيس السوري من شعبه كان هو العامل الرئيسي بالإضافة إلي صمود جيش سوريا الأسطوري الذي مكنه من البقاء في رأس السلطة بعد حوالي ٥ أعوام من بدء الأزمة الطاحنة في سوريا.

إذن نتيجة لهذا الدعم المتواصل من الحلفاء و الشعب السوري لنظامه أصبحنا نري بوضوح التصدع في المحور المعادي لسوريا و مزيدا من الإنتصارات للحلفاء.

- وفي شأن الأبعاد الاستراتيجية للدخول الروسي القوي إلي المشهد الإقليمي في المرحلة المقبلة رأت صحيفة "السفير" أن القراءة الأولية لـ «عاصفة السوخوي» تندرج في إطار ثلاثة إيقاعات روسية أساسية حتي الآن: تمهيد ناري جوي تحييد القوي الإقليمية و قضم نفوذها داخل سوريا خصوصا تركيا إرساء مجموعة أهداف تؤسس للإنجاز الميداني لاحقا من بينها عرقلة الدور التركي و رفع المعنويات السورية و الحلفاء و تأسيس الخطاب الإعلامي للمرحلة الجديدة ولفت النظر إلي أن الضربات الجوية الروسية تستهدف بالدرجة الأولي نقاط السيطرة ومستودعات الأسلحة و المتفجرات و نقاط الاتصال إضافة إلي ورشات تصنيع الأسلحة التي يستخدمها الإرهابيون الانتحاريون و معسكرات تدريبهم'.

و هدير طائرات السوخوي الروسية في الأجواء السورية غير خلال 48 ساعة معادلة الصراع في سوريا و المنطقة عموما و أسقط معظم الخطوط الحمراء الأميركية و الفرنسية و التركية و بعض الدول العربية في الخليج الفارسي و أجبر الإرهابيين التكفيريين علي الفرار باتجاه الحدود التركية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: 'هاجمنا ثمانية أهداف وقد أصيبت جميعها'.

و أكدت أن 'جميع الأهداف و خاصة مركز قيادة تنظيم «داعش» دمرت تماما'.

مؤكدة أن هذه الضربات جرت بعد عمليات استطلاع جوية و بناء علي معلومات استخباراتية قدمتها السلطات السورية.