جدارات البحث العلمي لخريجي الماجستير في الإعلام في إطار إدارة المعرفة (من وجهة نظر الخريج و الخبراء)‎

الملخص AR

أظهرت العديد من الدراسات في مجال البحث العلمي بشكل عام و البحث العلمي في قطاع الإعلام بشكل خاص في المنطقة العربية وجود العديد من التحديات التي تقف عائقا أمام إمكانية الاستفادة من نتائج البحوث في تحقيق خطط الدولة التنموية و مع اهتمام الدول بشكل عام بتحقيق جودة التعليم بمعايير تنافسية تغطيها جدارات وكفايات بما تشمله من مواصفات و مهارات تخص الباحثين بشكل عام ودون تخصيص لقطاع معين و يلزم توفرها لتحقيق إدارة المعرفة ولما لها من أهمية في تطوير المؤسسات التعليمية على أسس فكرية متكاملة تحقق المصالح الداخلية و الخارجية للمؤسسة البحثية و التعليمية و ظهور العديد من التوجهات العلمية الجديدة فيما يخص تناول إدارة المعرفة و خاصة في المجال الأكاديمي وبداية استخدام المصطلحين ( الجدارات و إدارة المعرفة ) على مستوى العمل البحثي العربي بدافع الاستفادة من مردود البحوث في خدمة المجتمع و تحقيق متطلبات السوق المهني مما دفع الباحثة لمحاولة دراسة موضوع جدارات البحث العلمي لخريجي الماجستير في الإعلام سواء من وجهة نظر الباحثين أنفسهم أو من وجهة نظر الخبراء في مجال الإعلام المهني و الأكاديمي معا وذلك في إطار عمليات إدارة المعرفة الخاصة بتكوين المعرفة و حفظها و نشرها و تطبيقها.

وقد أجابت النتائج على التساؤلات البحثية و تحققت من صحة الفروض من عدمه فقد تبين أن المواصفات المتحققة لخريج مرحلة الماجستير في الإعلام من وجهة نظر الخريج و حققت أعلى من المتوسط كانت (إظهار وعي بالمشاكل الجارية و الرؤى) بينما كانت أقل المواصفات المتحققة هي (توظيف الموارد المتاحة بما يحقق أعلى استفادة).

كما بينت نتائج المواصفات العامة المطلوبة من وجهة نظر الخبراء الإعلاميين من خلال المقابلات المركزة وجود ثلاث مواصفات غير مدرجين في المواصفات العامة تتعلق بـ (التعامل و التفاعل الأكاديمي و المهني من وجهة نظر الخبراء و باغتنام فرص حضور الفعاليات للتعامل المباشر مع المصادر لجمع المعلومات البحثية).

وفي إطار تحليل المهارات الثلاثة (المعرفة و الذهنية و المهنية) المكتسبة من وجهة نظر الخريج تبين أن أعلى معدل للمتوسطات الكلية كانت للمهارات الذهنية بوزن مئوي (89.8% ) يليه مهارة المعرفة و الفهم بوزن مئوي (82.45% ) ثم المهارة المهنية بوزن مئوي (80.9% ).

مما يؤكد على أهمية التركيز و الدعم الأكاديمي لتنمية هذه المهارات طوال فترات الدراسة في مرحلة البكالوريوس و الماجستير بالاستعانة بالخبراء و التدريب العملي و التشارك بين القطاعين المهني و الأكاديمي و هو ما أكدته العديد من الدراسات السابقة في المجال كما تؤكده نتائج البحث الخاصة بالمهارات الذهنية من وجهة نظر الخريج من حيث حصول مهارة إتقان المهارات المهنية الأساسية و الحديثة في مجال التخصص الإعلامي على وزن مئوي أقل من المعدل المتوسط.

و كذلك نتيجة البحث الخاصة بالمهارات المعرفية المطلوبة و الخاصة بتفعيل مبدأ التشارك.

و بينت النتائج موافقة العينة على اكتساب مهارة المعرفة و الفهم الخاصة بـ (النظريات و الأساسيات المتعلقة بمجال الإعلام التقليدي و الحديث) و على الرغم من ذلك فإنها ما زالت تمثل مطلبا لتطوير البحث العلمي الإعلامي حيث اعتبره البعض تمثل ضعفا في التناول العلمي لبحوث الإعلام القديمة و الحديثة لما تمثله من تكرار و عدم توافقها مع البيئة العربية و الظواهر الاجتماعية المحلية.

و تبين النتائج مهارتين ذهنيتين مطلوبتين من وجهة نظر الخبراء تمثلت في (تقديم رؤية جديدة مبتكرة للبحث العلمي و رفعها لإدارة الدراسات العليا بالكلية) ما تنمي قدرة الباحث على إجراء التحسينات في مجال البحث العلمي و مهارة (تقييم الإنتاج الإعلامي في الإطار الإقليمي و العالمي) ما تساعد على تطور عمليات المعرفة في الإطار التطبيقي وفيما يخص المهارات المهنية المطلوب من جانب الخبراء تبين وجود مهارات لم تدرج ضمن المهارات المهنية من وجهة نظر الخريج تتمثل في مهارات (التعامل مع التقنيات الحديثة في مجال الاتصال الجديد ولديه أجندة خاصة بالمهنيين و صناع القرار و المسئولين والتواصل مع المؤسسات الإعلامية قبل إجراءات تسجيل البحث و القدرة على التفاعل مع الفعاليات الإعلامية لتوصيل نتائج أبحاثه وحل المشكلات المهنية) و تمثل هذه المهارات المهنية منطلقا أساسيا لعمليات المعرفة تساهم في بناء و نشر المعرفة الخاصة بالبحث العلمي الإعلامي على أسس واقعية قوية و على نطاق واسع و فعال.

و تناول البحث العناصر الخاصة بعمليات إدارة المعرفة و المطلوبة للبحث العلمي الإعلامي من وجهة نظر الخبراء تمثلت في (17) عنصرا تتمثل في (التخطيط الإستراتيجي و خدمة المجتمع والموارد المادية و المالية و البرامج التعليمية و المقررات و أساليب التدريس و التعلم و النظريات العلمية و التأهيل العملي و التدريب و مواثيق الشرف المهنية و الأكاديمية الإعلامية و مبدأ الثواب و العقاب و التشريعات و القوانين و اللوائح و الإشراف ولجان المناقشة و النشر الدولي للبحث العلمي الإعلاميو بناء أطر تفعيلية جديدة للبحث العلمي الإعلاميوالترابط المهني و الأكاديمي و الإنتاج الإعلامي و التشارك و البروتوكولات).

بينت أهمية هذه العناصر إذا تمت في إطار منظم يسعى لتحقيق المصلحة للأطراف المعنية والواجب مشاركتها في الإنتاج العلمي في قطاع الإعلام و منها المؤسسة التشريعية و السياسية و المجتمع المدني.

كما بينت أهمية جانب التخطيط الإستراتيجي كبنية أساسية يجب أن تكون منطلقا للعمل الإعلامي المهني و الأكاديمي على السواء إذا أردنا تطوير هذا القطاع و اعتباره عنصرا أساسيا من عناصر تحقيق خطة الدولة التنموية و اللحاق بركب التقدم البحثي و التطبيقي.

كما تبين من النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور و الإناث وفي التخصصات الثلاثة (الصحافة و العلاقات العامة و الإذاعة و التليفزيون) في جدارات البحث العلمي و تتفق هذه النتيجة مع العديد من الدراسات باعتبار وجود عامل معرفي و مهاري مشترك بين الأقسام.

بينما تبين وجود فروق دالة إحصائيا في جدارات البحث العلمي ترجع لقطاع التعليم لصالح التعليم الحكومي في الجدارات ككل و هو ما يؤكد على ضرورة وضع خطط إستراتيجية جديدة لقطاع التعليم الخاص تضمن توفر حصة مهارية ومواصفات تعين الطالب قبل حصوله على الماجستير للعمل البحثي الفاعل.