دعوة للتآلف مع النقد

الملخص AR

النقد واحد من أهم محددات ملامح التعايش محليا و عالميا فتوجيه النقد و تقبل النقد و ما بينهما مظهر من مظاهر السوية و اكتمال تشكيل هوية الذات و المجتمعات يحرك الجهود نحو البناء و الارتقاء و يؤسس لإبداع حقيقي و بقدر ما يكون هناك حوار و تقبل للنقد بقدر ما يكون هناك إصلاح و تطوير فمن خلال النقد: توجيهه و تقبله ننتصر على نرجسيتنا و ننفذ من الدائرة المغلقة التي قد ندور فيها و نمارس التغيير بحق و نتشارك في المسئوليات و نقوم بواجباتنا نحو أوطاننا.

وفي استعراض النقد بمعناه و أشكاله و التمييز بين النقد البناء حتى و إن كان ساخرا و بين الانتقاد و التجريح يتضح واقع حال الهوية العربية عندما تغيب ثقافة النقد كناتج إرث ثقيل متراكم توارت عنه التربية التي تدافع عن حق الآخر في إبداء رأيه و توجيه النقد بسلمية و حضارة و مآل الهوية الإنسانية عند التعصب و ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة و استعراض القوة و التعبير عنها علوا على الآخر.

وفي تطلع إلى هوية متمايزة مستقرة دون وصايات فكرية أو استعراضية أو مديح أجوف و إلى أصالة و منهجية و قصد يبتغى صالح العلم و طلابه و صالح الدين و الدنيا أشير إلى أن أبرز قدرات المرء هي قدرته على معرفة ذاته والتواصل معها لسبر أغوارها و تقييمها و مساءلتها و نقدها.

.

.

غير أن في ذلك مهمة خطيرة تعرض المرء للشقاء في مواجهة الحقيقة وقد يختار البعض أن يمضى في حياة زائفة وأن يختار نزرا يسيرا من المعرفة بالذات فيواصل حياته متجنبا كل ما قد يحرمه مشاعر الرضا و الزهو و الفخر.

نعم يمكنه ذلك و لكن أنى له عندئذ أن يتقبل الآخر و يتعامل معه