النموذج Paradigm و المنهجية Methodology و الأساليب Methods في البحوث الاجتماعية و التربوية : المفاهيم و العلاقات

الملخص AR

إجراء البحوث التربوية من الزاوية الاجتماعية – و هو ما أصبح تخصصا راسخا تحت مسمى علم اجتماع التربية Sociology of Education – خبرة شاقة تواجه الباحث المستجد و القديم بمشكلات كثيرة.

فخبرة البحث ذاتها جديدة على الباحث المستجد و هذه تمثل له مشكلة بذاتها.

و المستجد و الخبير القديم معا يواجهان صعوبة اختيار براديم و نموذج البحث و المنهجيات الملائمة للبراديم الذي يختاره و الطرق و الأساليب الملائمة له و التي غالبا ما تقدم له على أنها براديمات و منهجيات متنافسة لا يمكن الجمع أو الخلط بينها⁽¹⁾ مما يزيد المشكلة تعقيدا.

أما لماذا يحتاج الباحث اختيار براديم و نموذج البحث و المنهجيات و الطرق و الأساليب الملائمة له و لماذا تمثل مشكلة إذا لم يفعل ذلك أو أخطأ في الفعل و الاختيار فهذا شيء كامن في طبيعة البحث و عمل الباحثين فإذا كان البحث محاولة منهجية منظمة وسعي للوصول إلى حقائق جديدة وحل المشكلات في الميدان فإن هذا السعي لاكتشاف الحقائق وحل المشكلات تكمن و راءه بالضرورة رؤية للباحث و الظاهرة التي يدرسها و الأساليب الملائمة لدراستها.

هكذا يجد الباحثون أنفسهم قبالة وفي مواجهة انتقاء البراديم فالبراديم كما يعرفه "ويليس Willis" (2007) "هو نظام شامل من الاعتقاد Belief System و رؤية للعالم World View يمثل إطارا يوجه البحث و الممارسة في الميدان"⁽²⁾.

فإذا كان ما يوجه البحث و يكمن و راء كل خطوة يخطوها الباحث في بحثه هو البراديم Paradigm فلا بد لأي باحث قبل أن يشرع في البحث أن يكون له ولديه براديم فهو نموذج واسع للفهم ووجهات نظر و قواعد Rules في كيفية النظر في المشكلات وكيفية حلها فهو تقليد للممارسة البحثية.