فاعلية نموذج التعلم التوليدي في تنمية مهارات التفكير الاستدلالي و التحصيل في مادة التاريخ لدى الطلاب في الصف الأول الثانوي

المؤلف

زايد، غادة عبد الفتاح عبد العزيز

المصدر

مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية

العدد

المجلد 15، العدد 97 (31 يناير/كانون الثاني 2018)، ص ص. 1-50، 50ص.

الناشر

الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية

تاريخ النشر

2018-01-31

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

50

التخصصات الرئيسية

العلوم التربوية

الموضوعات

الملخص AR

يشهد مجتمع المعرفة في العصر الحالي تدفق معلومات جديدة يتم فيه تخليق صور شتى للمعارف و من العبث أن نعتقد إمكانية قيام مجتمع المعرفة دون إعمال العقل وتوليد الأفكار المستحدثة على شكل حلول و أراء و مقترحات التي تتناسب مع متطلبات هذا العصروالمجتمع المتطور يتطلب أفرادا تدربوا على أدق أساليب التفكير و القدرة على استخدام المهارات المختلفة فالمعلومات و الحقائق كثيرا ما تتعرض إلى النسيان و لكن الطريقة التي يتواصل بها الفرد إلى المعلومات و الحقائق و الأفكار غالبا ما تبقي و يكون الأمر أكثر منفعةوفائدة لو تعلم الفرد كيف يستخدم تلك الطرق.

و يعد تنمية التفكير من أكثر الأهداف التربوية أهمية في هذا العصر فالعقل البشري بقدراته المتعددة هو قوة فعالة و مؤثرة في تطوير المجتمع فتنمية تلك القدرات من صميم مسئولية التربية مهما تعددت مؤسساتها و مستوياتها و أساليبها الأمر الذي يفرض على العملية التعليميةأن تبحث عن استراتيجيات و أساليب و نماذج حديثة من شانها أن تنمي العقلية المفكرة و المبدعة في القرن الحالي بكل متطلباته.

( جابر عبد الحميد جابر 2006م 304) و نظرا الى ان المدرسة هي الطريق الشرعي للتعليم فان المسئولية تقع على المؤسسة التعليمية بكل أركانها في إطلاق الطاقات الفكرية و القدرات المبدعة لدى الطلاب كي يتحملوا أعباءهم في عالم المستقبل و لذلك أصبحت الحاجة ملحة في تحسين الطريقة التي يفكر بها الطلاب و تدريبهم على كيفية استخدام مهارات التفكير و ممارستها حتى يكونوا قادرين على التفاعل الايجابي مع معطيات هذا العصر و حل مشكلاته.

و نرى أن هناك فرق أساسي بين الأنظمة التعليمية في الدول المتقدمة و ما يقابلها في الدول النامية حيث أن الأنظمة التعليمية في الدول المتقدمة تهتم بتعليم أبنائها طرق و أساليب التفكير و كيف توصل العلماء إلى ما وصلوا إليه من مهارات أما الدول النامية فإنها تهتم بتعليم الطلاب نواتج التفكير بدون أن يعرفوا كيف تم التوصل إليها و يترتب على ذلك أن يتعلم الطلاب في المجتمعات المتقدمة نواتج العلم على نحو يجعلهم قريبين من تعلم مهارات إنتاج العلم أما طلاب المجتمعات الأخرى فإنهم يعيشون في دور المستهلك للمعرفة دون إنتاجها.

(علاء الدين احمد الكفافي 2004م 87 ـ 88) و من هنا فان تنمية مهارات التفكير من الأهداف الأساسية للتربية بحيث تساعد الطلاب على النمو السليم و القدرة على إنتاج و توليد المعلومات و تعد مهارات التفكير الاستدلالي من المهارات الضرورية للطلاب في العصر الحالي نظرا لوجود العديد من المتغيرات و إننا بحاجة ماسة في الوقت الحالي إلى متعلمين لديهم القدرة على التفكير الاستدلالي و تنمية هذه المهارات و تهيئة مواقف يفكر فيها المتعلم بفاعلية كما إننا بحاجة إلى معلم يعمل على تنمية هذه المهارات لدى طلابه من خلال المواقف التعليمية المختلفة.

( Grabowski، 2006، 112&Lee ) و لذلك فان التفكير الاستدلالي يساعد الطلاب على اكتساب و تنظيم معلوماتهم و يسهم في تحديد المفاهيم و الحقائق و تكوين الاتجاهات و القيم ووضع أسس التفكير العلمي بحيث تمكن الطلاب من الاستفادة منها في توجيه سلوكهم و تكوين شخصياتهم كمواطنين لديهم القدرة على تحمل المسئولية التي تعزز المشاركة الفعالة للطالب و تدعم قدرته على إنتاج الأدلة و الحجج و المبررات من خلال استخدام كافة إمكاناته العقلية و نشاطاته الفكرية أثناء دراسة مختلف المواد الدراسية.

و تعد مادة التاريخ من المواد الدراسية التي تساعد على اكتساب مهارات التفكير الاستدلاليعندما تقدم المعلومات و الحقائق التاريخية بشكل منظم يستطيع الطلاب توظيفها في حياتهم لذلك نجد وزارة التربية و التعليم تبذل نشاطا ملموسا في تحديث و تطوير كل من المحتوى و استراتيجيات التدريس و الوسائل التعليمية و الأنشطة بحيث تساعد في تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب في مختلف المواد الدراسية و تزويدهم بالمهارات اللازمة للمواقف الاجتماعية المختلفة.

وقد أشار احمد عبد الحميد سيد ( 2013م ) إلى دور مادة التاريخ في تنمية التفكير العلمي و مهاراته لأنها تتمشى مع طبيعته حيث أن التاريخ ليس سجلا لحقائق الماضي فحسب و لكنه في الوقت نفسه طريقة من طرق التفكير في الشئون الإنسانية لهذا فإن تدريسه إذا ما وجه توجيها سليما يكسب الطلاب القدرة على التفكير العلمي إذا اهتم المعلم باستخدام طرق التدريس المناسبة لتحقيق ذلك.

(احمد عبد الحميد أحمد سيد 2013م45) وهناك العديد من الاستراتيجيات و النماذج الحديثة التي اقترحت توظيف المدخل البنائي في التدريس الذي حدده فيجوتسكي اكبر رواد البنائية الاجتماعية و كل من هذه الاستراتيجيات له قيمة كبيرة في التعليم و التعلم منها نموذج التعلم التوليديو هو من ابرز النماذج البنائية التي تعكس رؤية فيجوتسكي إلى أهمية البنائية الثقافية الاجتماعية في عملية التعلم فقد أصبح الاهتمام ليس كم المعلومات التي يكتسبها الطلاب بل كيفية اكتساب هذه المعلومات و توظيفها في حياتهم.

ويسهم التعلم التوليدي في تنمية التفكير الذي يساعد على إنتاج عدد من الحلول للقضايا و المشكلات الاجتماعية فهو تجسيد لعمليتين هما الاستكشاف و التوليد و تتمثل العملية الأولى في القدرة على التنبؤ في ضوء المعطيات ووضع الفروض و اختبار صحتها أما العملية الثانية تتضمن استخدام المعرفة السابقة لتوليد معلومات و إجابات أو حلول غير مألوفه عدم إرجاعها إلى حقيقة علمية درسوها من قبل.

( Chin، C.

& David، E.

2000، pp109-138) ويسهم التعلم التوليدي في تنمية مهارات التفكير العليا و منها التفكير الاستدلالي حيث انه يساعد الطالب في إيجاد معلومات و أفكار جديدة تشجعه على التفكير و إبداء الرأي و عرض الأفكار من خلال تعليمه كيف يولد المعلومات و التأكيد على أن الوصول إلى المعلومات أكثر أهمية من تعلم المعلومة نفسها و التأكيد على أن الشعور بمتعه ما ينتجه العقل أمر يفوق انجاز ما حفظه هذا العقل من معلومات أنتجها أناس آخرون.

و أكدت دراسة يوسف شحاته الجهمي (2008م) و ( مجدي عزيز إبراهيم 2005م) على فعالية نموذج التعلم التوليدي في زيادة فهم الطلاب و تنظيمهم للمعلومات و خاصة في المرحلة الثانوية حيث أنه يساعد في تحديد المفاهيم و الحقائق التي تسهم في تحديد أساسيات التفكير الاستدلالي بحيث تمكن الطلاب من الاستفادة منها في توجيه سلوكهم و تكوين شخصياتهم كمواطنين لديهم القدرة على تحمل المسئولية.

و لذلك اتجه البحث الحالي إلى تطبيق نموذج التعلم التوليدي لتنمية مهارات التفكير الاستدلالي في مادة التاريخ حيث يقوم الطالب بربط المعلومات الجديدة بالمعرفة السابقة لديه و إكسابه القدرة على التعليل و الربط بين الأسباب و النتائج التي تساعد على إصدار الأحكام و استخلاص المعلومات من مصادرها الأصلية عن طريق الملاحظة و التحليل و التطبيق لمحتوى المادة العلمية.

إلا أن مادة التاريخ إحدى المواد الدراسية التي قد يواجه الطلاب صعوبة في فهمها بالطرق التقليدية في تدريسها ترجع إلى أن مادة التاريخ تقدم للطلاب في معظم المراحل الدراسية بأسلوب تقليدي جاف لا يشعر الطلاب بوظيفتها في حياتهم اليومية وأن الطريقة التي تدرس بها مادة التاريخ لا تتطلب من الطلاب بحثا أو إعمال فكر تحتاج فقط إعداد و إلقاء من قبل المعلم دون أن يكون لذلك أدنى أثر في اكتسابهم مهارات و ميول و اتجاهات وقيم مرغوبة.

و تعد مرحلة التعليم الثانوي مرحلة متميزة من مراحل نمو المتعلمين إذ تقع عليها تبعات أساسية وذلك للوفاء بحاجاتهم و رغباتهم و تطلعاتهم و إعدادهم في الوقت ذاته للوفاء باحتياجات المجتمع و متطلباته و تحتل موقعا رئيسا في النظم التعليمية الحديثة في البلاد المتقدمة و النامية على حد سواء لما لها من أثر في تشكيل الشباب في فترة المراهقة و تكوين المواطن السوي القادر على مواجهة متطلبات الحياة بفهم و وعى.

و أشار حامد زهران أن المرحلة الثانوية يزيد اهتمام الطالب بمستقبله المهني و يجب تدريبه على استخدام الأسلوب العلمي في التفكيرو تنمية قدرته على التجديد و الابتكار و اختيار الأساليب التدريسية التي تساعد على نمو القدرات العقلية لديه تمهيدا إلى دخول المرحلة الجامعيةو الالتحاق بالحياة العملية.

(حامد عبد السلام زهران 2005م 387ـ 390) و أكد حسين هاشم هندول مضر صباح عبد الجابر(2010م)على أهمية استخدام أساليب تدريس حديثة لتنمية مهارات التفكير الاستدلالي في المرحلة الثانوية من خلال المناقشة و تبادل الآراءبين المعلم و الطلاب ينتج عنه زيادة في نسبة تحصيل الطلاب في مادة التاريخ و بالرغم من ذلك فان المدرسة الثانوية لا تزال تقتصر على إعداد الطالب للاستمرار في التعليم الجامعي بالمفهوم الضيق و تهمل الإعدا

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

زايد، غادة عبد الفتاح عبد العزيز. 2018. فاعلية نموذج التعلم التوليدي في تنمية مهارات التفكير الاستدلالي و التحصيل في مادة التاريخ لدى الطلاب في الصف الأول الثانوي. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية،مج. 15، ع. 97، ص ص. 1-50.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1173698

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

زايد، غادة عبد الفتاح عبد العزيز. فاعلية نموذج التعلم التوليدي في تنمية مهارات التفكير الاستدلالي و التحصيل في مادة التاريخ لدى الطلاب في الصف الأول الثانوي. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية مج. 15، ع. 97 (كانون الثاني 2018)، ص ص. 1-50.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1173698

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

زايد، غادة عبد الفتاح عبد العزيز. فاعلية نموذج التعلم التوليدي في تنمية مهارات التفكير الاستدلالي و التحصيل في مادة التاريخ لدى الطلاب في الصف الأول الثانوي. مجلة الجمعية التربوية للدراسات الاجتماعية. 2018. مج. 15، ع. 97، ص ص. 1-50.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1173698

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1173698