التحويل بين الطالبات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من وجهة نظرهن : واقعه و علاجه : دراسة مطبقة على كليتي العلوم الاجتماعية و كلية أصول الدين

الملخص AR

يعد التعليم الجامعي أحد المقومات الرئيسة لبناء الدولة العصرية فهو المرآة التي تعكس درجة التقدم و التطور لأي دولة وذلك بحكم طبيعته التي تعتمد على ترقية الفكر و تنمية القيم الإنسانية و تعنى بإعداد الأجيال التي تتولى قيادة عمليات التغيير و التطوير لتحقيق أهداف التنمية الشاملة و المستدامة فالتنافس اليوم بين المجتمعات المعاصرة هو تنافس في جامعاتها في مضمار التقدم المعرفي و التقني و خدمة المجتمع (العرف و آخرون 2010 ص13).

لذلك تحظى مؤسسات التعليم العالي باهتمام الدول و الأفراد لكونها مؤثرا بارزا في تنمية رأس المال البشري الذي يدفع بعجلة التنمية مما جعلها أداة رئيسة من أدوات التغيير في المجتمعات و هذا ما يفسر اهتمام المنظرين التربويين بتلك المؤسسات فقد شخص ذلك السنبل (1425هـ) عند عرضه للتعليم العالي بالمملكة العربية السعودية بقوله " لقد حظي التعليم العالي في المملكة العربية السعودية باهتمام خاص من المسؤولين و يرجع ذلك الى الصلة الوثيقة بين التعليم العالي و التنمية وذلك من خلال مشاركة الجامعة مشاركة مباشرة و فعالة في تنمية المجتمع و دراسة مشكلاته و البحث عن أفضل الطرق لحلها و مساهمتها في تطوير نظم و أساليب الإنتاج وفي تحقيق الاستخدام الأمثل لموارده وفي ترشيد عمليات الإدارة و التنظيم " ص 291.

فالجامعات جزء لا يتجزأ من المجتمع الذي توجد فيه تعمل له و به و من خلاله و تعد عقله المفكر فمن أهم أهدافها تنمية قدرات الطلبة المعرفية و المهارية و السلوكية و الاجتماعية فهي مركز إنتاج المعرفة العلمية و نشرها و نقلها و تطبيقها و السعي نحو تقدمها و المحافظة على التراث الثقافي للمجتمع شريطة ألا يكون معوقا للإبداع فاذا صلحت صلح المجتمع.

(فضل2005) و (شحاتة2005).

بصورة أكثر تحديدا يعد مستوى عناية مؤسسات التعليم العالي بطلابها من أهم العوامل التي تسهم في تقدمها أو تخلفها في تحقيقها لأهدافها و للقيام بدورها في احداث التغيير و تطوير الفكر المجتمعي من جهة و الحفاظ على مبادئ المجتمع وقيمه من جهة أخرى فالإعداد الجيد لطلابها و تهيئة السبل الكفيلة أكاديميا و اداريا للنهوض بمستواهم العلمي و المهني هو الأداة الفاعلة لتنمية المجتمع و تغييره (العساف 1429 هـ ص 3).

فالانخراط في الحياة الجامعية من أهم المراحل في حياة الطالب الجامعي بسبب ما تضيفه من فرص النمو الشخصي و التعلم الأكاديمي غير أن هذه المرحلة كأي مرحلة يمر بها الانسان يواجه فيها الطالب بعض التحديات و الصعوبات التي تجعله خارج نطاق الراحة و ما اعتاده من خلال رحلة التعليم العام مثل دراسة تخصص غير مرغوب به مما يتسبب في ضغوطات و مشاعر سلبية لدى الطالب و أسرته وقد لا تتاح له إكمال دراسته في نفس المنطقة مما يتحتم عليه الانتقال لمنطقة أو جامعة أخرى وفق ظروفه الحالية أو قد يواجه الطالب بعض المشكلات الأكاديمية المرتبطة بالتخصص الدراسي كما ذكر (السورطي 2000) مثل القلق حول العلامات و فرص العمل بعد التخرج و المحتوى الدراسي و العلاقة مع المدرسين و مشكلات الدراسة و التحصيل و المهارات الدراسية و اختيار المهنة و التخطيط لها و التناقض بين ما يتعلمه الطالب وواقع الحياة اليومية وقلة جدوى التعليم و عدم الثقة بالأساتذة و عدم مساعدة الدراسة الجامعية على تحقيق ذات الطالب و عدم ملائمة البرامج الدراسية لقدرات الطالب و عدم توافر المرشدين الأكاديميين المؤهلين و صعوبة اختيار المواد الدراسية و عدم توافر معلومات كافية عن البرامج الدراسية و كبر حجم المواد الدراسية و تمثيل العلامات وحدها لقدرة الطالب وغيرها الكثير مما يجعل الأسباب و الدواعي تتزايد لسعي الطلاب و الطالبات لتحويل تخصصاتهم و إيمانا من الباحثة بأهمية هذا الموضوع قامت بإعداد هذه الدراسة.