تأثير تدريبات التايشي على كاتيكولامينات الدم و مستوى التوتر العضلى و فاعلية الأداء الخططى لدى ناشئي المبارزة

الملخص AR

مشكلة البحث:
يتميز علم التدريب الرياضي بأفضل الطرق والوسائل لتطوير المستوي البدني و المهاري و الخططي و النفسى، وذلك من خلال البرامج التدريبية التي تعد لذلك الغرض كما يهدف إلى الوصول باللاعبين إلى أقصي قدر ممكن من الارتقاء بقدراتهم مما يتطلب ضرورة الإلمام بالمعلومات المرتبطة بطرق ووسائل التدريب التى تساهم بإرتقاء اللاعب بدنيا و مهاريا و خططيا و نفسيا (9: 48).

و يرى كلا من جون كوبنس Jhon Kopkins(2002م) و ميشل جاروفالو Michoel Garofolo (2004 م) أن تدريبات التايشى(Tai Chi) أو (تاى شى شوان) مزيج من التدربيات العقلية و البدنيه و تساعد على التناغم بين الجسم و العقل و الربط بين حركات الجسم فهى ذات فائده عظيمة للصحة العامه كما أنها تساعد في بناء عضلات الرجلين الاسترخاء والتوازن و المرونه و القوة والتوافق العضلى العصبى و الأداء بيسر و سهولة بالاضافة الى تحسين التركيز و الشعور بالراحة و الهدوء النفسى (26: 39)(30: 28).

كما يشير كلا من محمد العربى (2001 م) و شينج لان و آخرون (2002 م) أن التايشى هو أحدى طرق التدريب العقلى الذى يعتمد على الاسترخاء و التأمل و هو إحدى أنواع التدريبات الصينية التى تعرف جيدا بحركاتها الهادئة و البطيئة حيث أشارت الدراسات التى أجريت مؤخرا إلى أن هذه التدريبات لها تأثير إيجابى على الجهاز الدورى و التنفسى و القوة و الاتزان و المرونة و الحالة النفسية (15: 359: 360)(21: 217).

و ترى كلا من ليلى زهران (2002م) و آمال يوسف (2006 م) أن التايشى تدريبات عقلية تشبه الحركات الراقصة يتم أدائها باسترخاء الذى بدوره يساهم في تنمية الادراك الحس حركى حيث أن إسترخاء العضلات يعمل على سرعة الامداد بالدم مما ينتج عنه زيادة القدرة للعمل و تحسين الاستجابة الحركية و التعبير الإنسيابى للحركات (14: 33)(5: 6).

و تتميز رياضة التايشى عن الرياضات الأخرى بأن الحركة أكثر استرخاء و هدوء و سهولة كما تتحرك السحب و تتدفق الأنهار مع الكثير من الحركات الفجائية مما جعلها تناسب كل من الرجل و المرأة و الصغير و الكبير و تزداد أهميتها بالنسبة للأعمار المتقدمة لما لها من أهمية في البناء الصحى وقيمة علاجية بالنسبة لكبار السن (22: 3).

و يتفق كل من جيرور (1997) جين (1989) سميرز (1996) على أن تدريبات التايشى شكل متحرك من اليوجا و التدريبات العلاجية و خلال القرون الماضية كانت تدريبات التايشى تعد شكلا من أشكال فنون القتال التقليدية الصينية و التى كانت تمارس بصورة واسعة في الصين بغرض الدفاع عن النفس بالإضافة إلى تحسين الصحة و اللياقة البدنية حيث يكتسب الأشخاص الممارسين لمثل هذه التدريبات أجسام تتمتع بالصحة و عقل نشط و متيقظ و هو ما يمكن الإستدلال عليه من القدرة على التركيز بصورة أفضل خلال المهام الروتينية و اتخاذ القرارات بصورة أكثر تأثيرا (27: 27- 33).

و يرى فاروق عثمان (2001 م) أن التوتر الذي يصيب الفرد يفقده القدرة على التركيز و الأفراد الذين يغلب عليهم التوتر نجدهم يبذلون جهود مفرطة بدلا من أن تكون حركاتهم إقتصادية و فعالة وقد ينجحون عندما يبذلون أي مجهود و لكن بجهد عضلي زائد حيث أن ألياف العضلات تنقبض بشكل متعاقب لإنجاز المهمة المطلوبة دون إسترخاء و لكن الأداء الجيد يتطلب تعاقب أداء العضلات بين الإنقباض و الإنبساط (13: 141).

و يذكر ايهاب فوزى(2008م) أنه عند ممارسة الرياضة بصفة عامة و رياضات النزال بصفه خاصة يحدث التوتر نتيجة لتركيز اللاعب على عوامل لا يمكن التحكم فيها مثل (التحكيم – طريقة لعب المنافس – ظروف اللعب – الجمهور – إلى غير ذلك) بحيث يتم التركيز على هذه الأشياء و يكون اللاعب أكثر إحتمالا للتوتر و الشعور بالكبت و الإختناق و عندما يشعر اللاعب بالتوتر فإنه يزيد إفراز الهرمون الحاث للكورتيزول من الغدة النخامية للجسم و الذى يعمل على إفراز الكورتيزول من الغدة الكظرية و هو أساسى لمقاومة التوتر و الضغوط (7: 2324).

و يتفق كلا من أسامه راتب (2000 م) أيمن محمود (1994 م) ستيفن Stephen (1996 م) علىأن العامل النفسي يؤثر في نتيجه كفاح اللاعبين أثناء المنافسات الرياضية للحصول على الفوز و تسجيل النقاط و الذي يترتب عليه تحقيق الإنتصار و التفوق وأنه إذا أتيحت للاعب الفرصه و أخذ الوقت الكافي للتدريب على المهارات النفسيه و إنتظم في التدريب على المتطلبات النفسيه المرتبطة بنوع النشاط الرياضى و إستخدام إستراتجيات التفكير في المنافسات سوف يكون هناك إستقرار في مستوى الأداء الذي يقترب من أقصى قدرات اللاعب وقد عبر بعض اللاعبين بعد إستخدام التدريب على المهارات النفسيه عن أنهم تمنوا لو تم إستخدامه من وقت مبكر لكان هناك إحتمال كبير في تحقيق نتائج أفضل مما تم تحقيقه حاليا (3: 24)(6: 55)(33: 80).

ويوضح كلا من أحمد عكاشة طارق عكاشة (2000م) أسامة راتب (2004 م) أن التوتر و الضغط المستمرين يؤديا إلى الكثير من الأمراض النفسجسمية نتيجة حدوث إضطرابات في النظام الهرموني الذي يربط بين الغدة النخامية في المخ و الغدة الكظرية كما يؤثران أيضا على التنفس حيث يسرع التنفس أو يبطئ و يزداد عمقا أو يصبح سطحيا تبعا للحالة الإنفعالية وفي حالة الإنفعال والتوتر تنشط الغدة الكظرية فتفرز كمية كبيرة من الإبنفرين فيزداد إنتاج الكبد للسكر الذى يغذى العضلات فتزول آثار التعب بسرعة (1: 183 184) (4: 134).

و يرى كلا من Senkfor، A.

J.

; (1995م) أسامة كامل(2004م) أن الكاتيكولامينات تعتبر من أهم المؤشرات الفسيولوجية على التوتر و الإنفعال وهي مواد أحادية الأمين تتكون من الهرمونات و الناقلات العصبية النشطة التي تشتق من الحامض الأميني تيروسين و من أمثلتها الإبنفرين النورإبنفرين و الدوبامين و التي تفرز من نخاع الغدة الكظرية و نخاع الغدة الكظرية يفرز نوعين من الهرمونات المتماثلة في خصائصها الكيميائية هما الإبنفرين و النورإبنفرين و ينتج هذان الهرمونان تحت ظروف الضغط و التحدى و لكن نسبة سيادة أحدهما على الآخر تتأثر بتقلب نوع الإنفعال (32: 166) (4: 128 129).

و يتفق كلا من محمد القط (2002) بهاء الدين سلامة (2000) على أن الكاتيكولامينات تصنع من الأحماض الأمينية ثم يعاد تحررها مرة أخري إلي الكاتيكولامين وهي تظهر نتيجة الضغوط الواقعة علي الجسم و يمكن إزالتها بسهولة من الدورة الدموية عن طريق الكبد و الكليتين و الرئة و لذلك لا يتعدي وقتهم بضعة دقائق للقيام بوظائفهم و يسمي الوقت اللازم لإزالتهم و تدميرهم العمر النصفي ومدته لاتتعدي الثلاث دقائق ( 17: 114) (8: 151 – 154).

و يذكر سعد كمال (2008م) أن الناقل الكيميائي الأساسي من هذه الكاتيكولامينات هو النورإبنفرين حيث يعتبر الناقل الكيميائي في كل الألياف العصبية السمبثاوية ماعدا الألياف المغذية للغدة العرقية والأوعية الدموية المغذية للعضلات الهيكلية (11: 44).

و تعتبر رياضة المبارزة من الرياضات الفردية التنافسية و التي تظهر فيها العديد من الملامح الخاصة بالجانب النفسي و العقلي و التي تؤثر على تقييم مستوى الأداء التنافسي و يتضح هذا أثناء المنافسة خاصة و عندما تكون المنافسة في الأدوار النهائية وفيها يظهر اللاعبيين بالقدر الخاص لواقع التفكير الخططى المميز لكل لاعب مما يؤكد على الحصول على نتائج مرضية بالفوز أو الخسارة.

و الأداء الخططى له أهمية كبيرة في مباريات المبارزة لأنها منازلة بين لاعبين يحاول كل منهما إحباط محاولات الأخر من الهجوم لتسجيل اللمسات وذلك يتوقف على حسن إستخدام المهارات الخططية مما يتطلب أن يكون اللاعب في حالة مناسبة من التوتر تساعده على الأداء الأمثل و حسن إستخدام مواقف اللعب المتغيرة من دفاع و هجوم لتحقيق الأداء الأمثل.

و من خلال متابعه الباحثة لمسابقات رياضة المبارزة و سؤال المدربين لاحظت عدم وجود تكافؤ بين المستوى الفعلي للناشئين و فاعلية الأداء الخططى في المنافسات ورأت الباحثة أن هذا التباين قد يكون مرجعه إلى التوتر الذى يصيب الناشئين نتيجة لضغوط المنافسة و عدم قدرتهم على إستغلال طاقاتهم بشكل جيد و عدم القدرة على التحكم في إنفعالاتهم أثناء المنافسة مما يجعلهم غير قادرين علي الأداء بإقتصاد في الحركة و بفاعلية في الأداء و جدير بالذكر أن التوتر يصاحبه زيادة في إفراز الكاتيكولامينات و ما يترتب علي ذلك من أعراض و علامات ( نفس – جسمية ) علي الناشىء مما ينعكس سلبا علي مستوي الأداء و بالتالي يؤثر علي فاعلية الأداء الخططى و بذلك تلعب الهرمونات دورا هاما في التأثير علي توتر الناشىء كما تؤثر تدريبات التاىشى تأثيرا إيجابيا علي تلك الهرمونات و التي تؤثر بدورها علي الجوانب النفسية للناشىء و على حد علم الباحثه لم يتطرق أحد إلى دراسه مماثله في هذا التخصص بالرغم من أهميته و من هنا جاءت فكرة البحث و هو محاوله وضع تدريبات للتايشى لمعرفة تأثيرها على كتيولامينات الدم و مستوى التوتر العضلى و فاعلية الأداء الخططى لدى ناشئ المبارزة.