دلالة التقديم و التأخير و أثرها البلاغي في توجيه الخطاب لغير الناطقين باللغة العربية : دراسة وصفية في القرآن الكريم

الملخص AR

فإن اللغة العربية منذ أن شرفها الله – سبحانه و تعالى – و اصطفاها من بين سائر اللغات لتكون لغة للقرآن الكريم حظيت بالحفظ و العناية إذ تعهد سبحانه بحفظ كتابه فيها چڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱ چ^([1]) فما أعظمها من لغة وسعت كلام المولى عز وجل إذ امتازت عما سواها بالوفرة اللغوية و تنوع طرائق التعبير فهى بما امتازت به تراعي مطابقة الكلام لمقتضى الحال و من ثم مراعاتها للموقف وحال المخاطب حيث تتيح للمتكلم أن يطيل في كلامه إذا اقتضى الكلام ذلك و يعمد إلى الاختصار إذا حتم الموقف عليه ذلك ما دام السامع يفهم دون لبس أو غموض في مراد الكلام كما تتيح للمتكلم حذف بعض أجزاء الكلام و الالتفات من ضمير إلى آخر و التقديم و التأخير بين كلمات السياق وكل ذلك لا يأتي جزافا أو اعتباطا إنما يأتي لغاية بلاغية يبتغيها المتكلم و يقتضيها المقام لذا أردت في هذا البحث الحديث عن (دلالة التقديم و التأخير و أثرها البلاغي في توجيه الخطاب لغير الناطقين باللغة العربية) مبينأ الغاية البلاغية التي يبتغيها المتكلم بتقديم بعض أجزاء الكلام و تأخير بعضها وذلك من خلال إيضاح الدلالة الناجمة عن ذلك و من ثم إبراز دور التقديم و التأخير في توجيه الخطاب للمتلقي بصفة عامة وغير الناطق باللغة العربية بصفة خاصة.

التقديم و التأخير فن من فنون القول يهدى الذوق الأدبي السليم لدى منشيء الكلام إلى استخدامه استخداما بارعا أى: التفنن في استخدامه بغية تحقيق الفوائد الجمة في نفس المتلقي و فكره فضلا عما يحققه من اقتصاد في القول و إيجاز في العبارة.