مصير الأرواح بعد الموت في الإسلام

الملخص AR

إن من القضايا الكبرى التي امتد إليها الفكر البشري قضية الروح فقد تكلم فيها الناس في قديم الزمان و حديثه و تناولوها بالبحث و الدراسة كل حسب مذهبه و طريقته فقضية الروح من كبريات القضايا التي شغلت الفكر الإنساني على مر الزمان و لقد تكلم في أمر الروح أصحاب الملل و النحل و الفلاسفة وغيرهم من العلماء.

فالروح هي السر الإلهي الذي يضفي علينا الحياة و التي بغيرها يتحول الكائن إلى جثة هامدة و بعد ذلك تعود إلى مصدرها الأول و هو أديم الأرض.

قال الجنيد: " الروح شئ استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه فلا يجوز لعباده البحث عنه بأكثر من أنه موجود".

وقال السهروردي: " و اعلم أن الكلام في الروح صعب المرام و الإمساك عن ذلك سبيل ذوي الأحلام وقد عظم الله تعالى شأن الروح و أسجل على الخلق بقلة العلم حيث قال: " و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" الإسراء- 85.

فالروح سر من الأسرار الخفية على الإنسان لا يعلم كنهها و حقيقتها إلا خالقها سبحانه و تعالى فلم يرد في الدين نص واضح و صريح يشرح حقيقتها و يحدد وجودها فهي في نظر الدين كغيرها من سائر الحقائق الكونية تركت للبحث البشري فيبحث عنها و يصيب أو يخطئ على حد سواء إذا فالروح لها شأن عظيم فهي سر الحياة في الإنسان و لا يعلم سرها إلا الله سبحانه و تعالى.