إقبال الوسط الطلابي على صناعة المحتوي الإعلامي و الاستراتيجيات المتاحة للقنوات التلفزيونية الليبية للتعامل معه

الملخص AR

إن العلاقة بين التلفزيون والجمهور أصبحت تأخذ منحى جديدا بعد التطورات التقنية الهائلة التي أصبحت تتيح للجمهور إمكانية المشاركة في صناعة المحتوى الإعلامي.

إن صناعة المحتوى فرضت نفسها بشكل أو آخر على وسائل الإعلام التقليدية المختلفة و باتت توظفها في صيغ مختلفة ضمن برامجها و هي بالتالي تحاول أن تعطي مساحة للجمهور كي يشارك في محتوياتها.

لكن البعض يذهب إلى أن هذه المشاركة participation تجاوزت كونها مشاركة لتحسين محتويات وسائل الإعلام لتصبح محتوى قائم بذاته.

باتت صناعة المحتوى متاحة و تكاد تتحول إلى ممارسة طبيعية (للجمهور) تحفزها التقنية التي لا تتطلب أي مهارات احترافية عالية في التصوير والتحرير على سبيل المثال.

كما تحفزها من ناحية أخرى المنابر المتاحة و القضاء الحر التي باتت تقنيات الإنترنت و شبكات التواصل الاجتماعي نوفره لهذا الجمهور.

إننا هنا بصدد تحليل درجة من انغماس الجمهور بصناعة المحتوى الذي كان مقتصرا على وسائل الإعلام فقط حين كانت الأدوار تتسم بالثبات فالمرسل هو وسائل الإعلام المختلفة مقابل طرف، يتمثل في متلقي الرسالة و هو الجمهور لكن ذلك تغير و بتنا أمام واقعا جديدا تغيرت فيه الأدوار أيضا.

هذا البحث يتخذ من طلبة جامعة طرابلس موضع للدراسة سعيا للتعرف على دوافع قيام الجمهور بصناعة المحتويات الإعلامية و هم أدواتها و منابرها من جهة و أيضا رصد و تحليل لأهم أشكال و استراتيجيات القنوات التلفزيونية للتعامل مع هذا الوقع الجديد من جهة أخرى.