ثقافة الاختلاف في الإسلام

الملخص AR

هذا البحث يهدف إلى إلقاء الضوء على قضية الاختلاف، و موقعها من الثقافة الإسلامية، و وضع الضوابط التي تجعل الاختلاف ظاهرة صحية تقوي العقل البشري، و توسع آفاقه، و ثثري الفقه، و الفكر الإسلامي، و تدعوا إلى على سعة الفقه و الثقافة الإسلامية، كما أنه يعالج إشكالية أن بعض المختلفين و على الرغم من إيمانه بأن الاختلاف سنة الله في الخلق لحفظ التوازن في الكون، و أن الاختلاف بين البشر أمر طبيعي لضمان التطور الإنساني بفضل التجارب البشرية المتنوعة في مختلف بقاع الكرة الأرضية ؛ إلا أنه لا يتقبل خصوصيات الآخر الثقافية و انتماءه العرقي و مرجعياته الدينية، و تبرز أهمية هذا البحث هذا البحث في الحاجه إلى تحرير مسائل الاختلاف، و حقيقته، و طبيعته، و أقسامه، و فوائده، و وضع ضوابط لتأصيلها و جمع شتاتها ؛ لحفظ شباب الأمة و دعاتها من أهم خطر يتهددها، و هو الاختلاف المذموم الذي يفضي إلى التعصب و التناحر و شق الصف الإسلامي، و الإفادة منها في تخريج جيل مسلم واع قادر على فهم طبيعة الاختلاف، قادر على الانفتاح على الأخر في ضوء ضوابط الشرع الحنيف، و تطويرها حتى تواكب تطورات العصر الذي نعيشه، و قد اعتمد في البحث المنهج الاستقرائي في جمع مسائل الموضوع بالرجوع إلى الكتاب و السنة، و أشهر كتب الأئمة و العلماء الذين عنوا بقضية الاختلاف و أثرها في التعايش السلمي بين الأمم، كما اعتمد المنهج الوصفي التحليلي في تحليل النصوص و بيان العلاقات الجامعة بينها و استخلاص الضوابط و القواعد التي وضعها العلماء لضبط قضية الاختلاف، و إبراز معالمها، ثم ذكر بعض التطبيقات من القرآن الكريم و سنة النبي صلى الله عليه و سلم مما يعتبر تطبيقا عمليا لتلك القضية.

و من أهم النتائج التي توصل إليها البحث : فهم قضية الاختلاف فهما صحيحا في ضوء الكتاب و السنة، و أن الاختلاف ثقافة إسلامية ؛ لأن فيه استنارة للذهن، و تهذيب للذوق، و تنمية لملكة النقد و الحكم لدى الفرد أو المجتمع، و هو كذلك نتاج حركة عقلية بشرية، و لا شك أن الحركة العقلية الفكرية تعتبر من أهم روافد بناء الثقافة الإسلامية، و أنه ظاهرة صحية ؛ تقوي العقل البشري، و توسع آفاقه و مداركه، و تدعوه للتفكير و الإبداع بشكل أكبر و أفضل، و أنه يدل على مستوى متقدم من العقلية الاجتهادية و الفكرية و حرية الرأي و الفكر التي أسسها صلى الله عليه و سلم.