التفاعل بين المغاربة والسودانيين ثقافيا وفكريا في بداية العصر الحديث

الملخص AR

إن العلاقات بين شعوب القارة الإفريقية الشمالية والجنوبية فيما وراء الصحراء قديمة قدم التاريخ، فرغم وجود عقبة طبيعية كالصحراء الإفريقية الكبرى فقد كانت هناك تسربات لمؤثرات بشرية من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال عبر مسالك تخترق الصحراء وإن كانت متفاوتة في الفعالية، فالصحراء الكبرى لم تكن في وقت من الأوقات حاجزا طبيعيا يعوق التواصل بين دول شمال القارة الإفريقية وجنوبها، فقد عرفت شعوب ضفتي الصحراء الكبرى، كيف تجعل هذا الحاجز الطبيعي محالا للتواصل المتواتر بينها، وإن كانت هذه العلاقات في الماضي تقوم على التجارة فقط، فقد صارت بالتدريج تشمل جميع جوانب الحياة، واتسمت بالثبات والتطور عبر الأجيال، هذا الترابط الطبيعي أثر على مستقبل العلاقات بين سكان المنطقتين، التي شهدت تطورا ملحوظا مع بداية ق: 10 ه-16 م وهذا ما يعكسه واقع المجتمعات السودانية، والممالك كانت منتشرة آنذاك في أقاليم السودان من ازدهار نوعي والذي يمكن رده أساسا إلى انتشار الإسلام في من جهة، ومن جهة أخرى إلى تأثير العناصر المغربية في المجالين الاقتصادي والثقافي الذي تبناه التجار التي والعلماء والفقهاء الذين استوطنوا في المنطقة.