الفخر بالعيوب الجسدية في الشعر العربي القديم

الملخص AR

يعد المدح و الفخر من أهم الأغراض في التراث الشعري ولما كان الرجل محور هذين الغرضين فإن وصف الشاعر اتجه بالأساس إلى الجانب الأخلاقي أما الجانب الجسدي فلم يحتل إلا مساحة صغيرة.

و الأمر نفسه ينطبق على قصيدة الهجاء التي كان الحديث فيها عن جسد الرجل مقتصرا على إبراز العيوب الجسمية و السخرية من الإعاقات التي كان يعاني منها الخصم.

عمل بعض الكتاب في التراث على محو الصورة السلبية التي تكونت حول المعاقين أو المصابين بعيوب جسدية و كانت كتب التاريخ أو ما كان يعرف بكتب الأخبار و الأنساب سباقة إلى العناية بذكر طبقات ذوي العيوب و إثبات الأشراف الذين عانوا من إعاقة أو إعاقات متعددة و قد حرص المؤرخون على استقصاء أسماء جميع الشخصيات المشهورة التي لم تمنعها العيوب أو الإعاقات الجسدية من الاندماج في المجتمع و تقلد أعلى المناصب.

و قد اقتصر جهد المؤرخين على ذكر اسم الشخصيات دون ذكر أخبار مستفيضة عنها.

أسهم الشعراء في تغيير الصورة المتداولة حول ذوي العيوب و الإعاقات و ينقسم أولئك الشعراء إلى فئتين : شعراء عانوا من العيوب و الإعاقات و شعراء أصحاء.

و ستسعى الدراسة الحالية إلى تتبع بعض الأبيات الشعرية التي أعلت فيها الفئتان المذكورتان من النقص الجسدي و ذلك بهدف تحليلها و الوقوف على الطرق و الأساليب الفنية التي حاول من خلالها الشعراء الدفاع عن ذلك النقص.

و سنقتصر في هذا المجال على ثلاثة عيوب : البرص العمى العرج