المباني الحية في الصحراء : نموذج مستدام لإعمار المناطق النائية

الملخص AR

نتيجة للتغيرات المناخية و تناقص الموارد الطبيعية من طاقة و خامات البناء، بالإضافة إلى ندرة المياه في كثير من أرجاء الأرض التي تسببت في تصحر مساحات شاسعة، مؤديا إلى نقص في الموارد بشكل لا يعادل التزايد السكاني المستمر، حدث تغيير جذري في الفكر التصميمي، فأصبحت حاجة الإنسان الماسة و الملحة هي المحرك الأول في التصميم الداخلي، فتحول التصميم من شكل يتبع الوظيفة إلى الشكل يتبع حاجة الإنسان في أن يتوفر لديه أساسيات الحياة التي تحمله على البقاء في ظل الظروف المتصاعدة الصعوبة، و نقص الخدمات الأساسية من البنية التحتية للمسكن خاصة الكائن في المناطق النائية، و التي لم تصلها الخدمات، سواء الصحية أو الكهربائية، لتساعده على التكييف مع العوامل المناخية الخارجية.

و الهدف من البحث أرساء نموذج تصميمي سكني على نحو يواجه التحديات و المعوقات البيئية و الاقتصادية و الخدمية المحيطة، عملا على تحقيق عمارة داخلية مستدامة قائمة على الاعتماد الذاتي باستخدام الحد الأدنى من الموارد الحكومية أو التمويل المؤسسي، و ذلك من خلال تصميم داخلي قائم على المواد و الخامات المحلية الصحراوية، و يعتمد في مصادر طاقته على الطاقة النظيفة و المتجددة، بالإضافة إلى تدوير المياه و حصادها من مصادر طبيعية غير تقليدية، من خلال تشبيه الفراغات الداخلية مثل الكائن الحي الذي يتمتع بمقومات التعايش و البقاء في أحلك و أصعب الظروف المناخية و البيئية، فيما يسمي منظومة السفن الأرضية Earth Ships القائمة على فكرة تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنشاء وحدات سكنية بشكل فردي غير مؤسسي، بنظم تدعم الاحتياجات الضرورية لحياة الإنسان، و قد تم ذلك بتحليل و مقارنة الأداء المميز لاحتياجات المستخدمين، لمعرفة مدى إمكانية تطبيق مثل هذه المنظومة في صحراء مصر.

و الذي تم من خلال اقتراح البناء بأكياس الرمل و سعف و جذوع النخيل و غيرها من الخامات المحلية، و الاستعانة ببعض النظم لسد كافة احتياجات المستخدم دون اللجوء إلى دعم الحكومة للوصول إلى نموذج سكني متكامل محاكي للبيئة و نابع منها.