أساليب البناء الموسيقى عند "محمد القصبجي" من خلال مونولوج (يا طيور)‎ نموذجا

الملخص AR

مرت الموسيقى العربية في عدة مراحل عبر تاريخها الذي وصل إلى ذروته في عصر الدولة العباسية حيث ازدهرت الفنون و العلوم و وصل تقدير العلماء و الفنانون إلى أعلى المراتب و قد حفظ العرب التراث اليوناني القديم من خلال ترجمتهم له في دار الحكمة و التعليق عليه و شرحه و تصحيحه فوصل إلى بلاد أوروبا لتبني هي عليه حضارتها في العصور الوسطى و التأثير الغربي على الموسيقى العربية كان واضحا من خلال الاتصال بين الحضارتين الغربية و العربية خلال الحروب الصليبية ما بين القرن الحادي عشر و الثالث عشر الميلادي حيث ظهر في مصر في مطلع القرن العشرين عدد من الموسيقيين الذين إهتموا بدراسة الموسيقى الغربية و علوم التأليف الموسيقي الأوروبي و حاولوا كتابة موسيقى عربية متطورة و بعض الألحان الغنائية التي تحمل طابع الابتكار و من أهمهم " محمد القصبجي (1892 م-1966 م) "الذي يعتبر من الشخصيات الموسيقية اللامعة التي شاركت في نهضة الغناء العربي منذ العشرينات و حتى الستينات فتعلم مبادئ التوزيع الأوركسترالي و الهارموني و الكونترابنط على أيدي قادة الفرق الموسيقية الأجانب التي كانت موجودة في مصر في ذلك الوقت كما كان شديد التعلق بحضور حفلات أوركسترا القاهرة السيمفوني و التي دعمت موهبته الموسيقية و أمدته بالكثير من الإبداعات الموسيقية و له الكثير من الأعمال الغنائية التي تحاكي لغة العصر و من أهمها مونولوج (يا طيور) لذا رأت الباحثة ضرورة تناوله من خلال دراسة تحليلية متخصصة للتعرف على أساليب البناء الموسيقي عند "محمد القصبجي" و مدى تأثره بالموسيقى الغربية فاختارت مونولوج "يا طيور" للتعمق في دراسة المزج بين التلحين للغناء العربي و الأساليب العالمية للتأليف الموسيقي باستخدام مساحـات صوتية كبيرة وحادة بعض الشيء و بأسلوب استعراضي مبتكر.