فضاء الوعي الشعري عند عوشه بنت خليفة : المكونات الثقافية و الفنية

الملخص AR

لقد كانت صورة المرأة في الأدب العربي المكتوب و الشفوي المحفوظ صورة نمطية بوصفها موضوعا يشغل به الرجل و مصدر إلهام شعري له.

إما الدراسة العلمية لشعر النساء فقليلة و نادرة و بخاصة إذا كانت تحكمها اللهجة التي تقف عائقا تواصليا أمام كثير من الدارسين و المتلقين.

تدور إشكالية هذا البحث و أسئلته حول قضية غزل الأنثى بالأنثى.

و تنقسم الدراسة إلى عدة محاور تكتشف الرؤية و الأداة في شعر عوشه بنت خليفة ما بين بنية الاستهلال في مطالع القصيدة إلى التشكيل الصوري في الشغف بالأنثى ثم وضوح حالة التماهي بالمحبوب كتجربة ذاتية.

لتخلص الدراسة بأن غزل عوشه أقرب إلى لغة المناجاة الروحية والوجد الصوفي منه إلى أي باب آخر من أبواب الشعر و أغراضه فمنبع شعرها هو الإعجاب بالجمال و ما يتركه في النفس من أثر وجداني من شأنه أن يهز النفس بعاطفة "الحب" و المحب-بلا شك- أميل إلى الذوبان و الفناء في المحبوب فلم يكن -قطعا- في وسع الشاعرة إقصاء المرأة بأن تكون الثيمة المركزية وهي الكائن ذو الجاذبية سريعة الأثر الذي يطلق في النفس دوافعها الحيوية و استجابتها بلذة مباشرة بيد أنها-في الوقت ذاته- تحمل كبرياء المرأة العربية التي ترى في الحب جناح العز لا جناح الذلة.

تمكنت الشاعرة أن تكسر قيدا عتيدا في مفهوم الحب و الغزل منذ العصر الجاهلي حتى الوقت الحاضر و استطاعت أن تكسر قيودا أعتى و أشد شراسة و هو البيئة القبلية التي تعيش فيها وذلك بما أوتيت من يقظة في الفكر و رهافة في الحس حين تصدت لموضوع الغزل في شعرها و تحملت الصعاب في ذلك فالتغير في المجتمعات أسهل من تغير العقليات التي يعززها بوسائل الضبط الاجتماعي (كلام الناس و لغطهم و الحلال و الحرام) و لذلك يصعب -في المجتمعات المحافظة - تغيير رواسخ الناس و نمط تفكيرهم.

لقد انفتح وعي الشاعرة على" المثال في الشعر" فصار مثالا و رمزا حيا لوعي الأنثى بالحياة وسط ثقافة تقليدية صعبة و مقيدة.