تقييم برامج الموهوبين من وجهة نظر قادة المدارس و المعلمين و الطلاب : دراسة ميدانية في محافظة طريف

الملخص AR

إن الله سبحانه و تعالى يحث الإنسان على ضرورة استخدام العقل و التفكر و التدبر فيما حوله من هذا العالموالاستفادة من ذلك قال تعالى: ” و ما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها و ما عند الله خير و أبقى أفلا تعقلون ” (سورة القصص: 76).

وتعد نعمة العقل من أعظم نعم الله على البشر فيه يفرق الإنسان بين الأشياء و الأضداد و يعرف منافعها و خواصها و مضارها في الأمور الدينية و الدنيوية و يتساوى في هذه النعمة البشر كافةولكن هناك صفوة منهم اختصها الله بملكات الحكمة و التفوق و التميز بشكل غير عادي في مجال أو أكثر من مجالات الحياة تعرف بفئة الموهوبين قال تعالى: ” يؤتي الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا و ما يذكر إلا أولو الألباب ” (البقرة: 269) و إذا وجدت هذه الصفوة العناية و الرعاية يبرز منهم العديد من القادة المبدعين و المبتكرين في المجالات المختلفةوالمصلحين و العلماء و المخترعين و الذين لا تتجاوز نسبتهم في أي مجتمع – كما ذكرت معظم البحوث و الدراسات – (2-5)% من أفراد المجتمع (القطاعي و آخرون 2000: 23).

وقد اهتمت المملكة العربية السعودية بالموهوبين و المتفوقين إيمانا منها بأنهم يشكلون الأساس في صناعة الحضارة الإنسانية و إدراكا منها لأهمية هذه الفئة من الطلاب في تقدم المجتمعفقد بدأ الاهتمام غير الرسمي برعاية الموهوبين في المملكة العربية السعودية منذ بداية تأسيسها وبداية التعليم الديني فيها و تطور هذا الاهتمام مع تطور الحياة في المملكةغير أن الاهتمام الرسمي بالموهوبين لم يبدأ إلا في عام 1969م و هو العام الذي صدق فيه مجلس الوزراء السعودي على وثيقة سياسة التعليم في المملكة إذ ورد ضمن تلك الوثيقة أكثر من بند يؤكد أهمية رعاية الموهوبين و المتفوقين في المؤسسات التربوية السعودية (عامر: 340: 2009).

ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز – رحمه الله - كلمة عن الموهبة تضمنت الآتي: ”إن مهمتنا جميعا في عصر الإبداع صقل الموهبة و تجسيدها على الواقع لخدمة الدين و الوطن”ومؤسسة الملك عبدالعزيز و رجاله للموهبة و الإبداع هي مؤسسة وطنية حضارية تتشرف برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله - للمؤسسة و لمجلس الأمناء و تتمثل رسالتها في دعم بناء و تطوير بيئة و مجتمع الإبداع بمفهومة الشامل في المملكة لكي يتمكن الموهوبون و بفئاتهم المختلفة من استغلال و تسخير مواهبهم لخدمة الوطن و تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية أبرزها رعاية الموهوبين و المبدعين من الذكور و الإناث و دعم القدرات الوطنية في توليد الأفكار الابتكارية و السعي لإيجاد رواد من الشباب المبدع الموهوب في مجالات العلوم و التقنية (موهبة: 2010: 4).

والإدارة المدرسية هي الميدان الفعلي، الذي تتكاتف فيه جهود العاملين في الميدان من إداريين و معلمين و مشرفين و إخصائيين لتسيير العمل التعليمي و التربوي لذلك لا يقتصر عملها على الأعمال الإدارية و الكتابية فحسب، بل يشمل الجانب الفني، و هو الأهم في العملية التربوية و التعليمية.

و لقد أوصت دراسة (الشلوي: 2007: ب) بأنه على الإدارات التعليمية بالمناطق و المحافظات العمل على تأهيل قائدي المدارس من خلال تكثيف الدورات المتخصصة في الإدارة أو في البرامج المطبقة بالمدارس كبرامج رعاية الموهوبين و كذلك ضرورة تركيز اهتمام الإدارة المدرسية على الجوانب التربوية أكثر من تركيزها و اهتمامها بجوانب الإدارة المكتبية لأن الأعمال الكتابية تزيد الإدارة عبء و تعيقها عن تفعيل الجوانب التربوية بالمدرسة.

و الإدارة المدرسية في برامج رعاية الموهوبين هي المهيأة لتحفيز و تنسيق جهود العاملين في تلك المنشأة التعليمية، ويتوقف نجاح قائدي المدارس المطبقة لبرامج رعاية الموهوبين على مدى إلمامهم بفلسفة البرنامج، و التفهم لأهداف و خصائص الطلبة الموهوبين، و اطلاعهم على كل جديد في مجال رعاية و اكتشاف الطلاب الموهوبين.

و الأدوار الأساسية لقائدي المدارس المطبقة لبرامج رعاية الموهوبينتشمل على توفير مقر خاص لبرنامج الموهوبين و تخصيص أوقات للقاء بالطلاب الموهوبين وتوفير الدعم المادي و الإداري لتنفيذ البرنامج ورعاية الأنشطة الخاصة بالطلاب الموهوبينوتهيئة الإمكانيات المتوفرة بالمدرسة للبرنامج و متابعة سير البرنامج مع المشرف و المعلم (وزارة التربية التعليم: 2: 2010).

والتقويم المعاصر في معناه العام يتضمن الحصول على معلومات و إصدار حكم يحدد مستوى الجودةواتخاذ القرار المناسب بتعزيز الإيجابيات و علاج السلبيات و متابعة التنفيذ و يتم هذا في إطار مجموعة معايير علمية و اجتماعيةومن هذا المنظور يعتبر التقويم بمثابة جهاز التحكم في المنظومة التعليمية بكل جوانبها فهو المسؤول عن مسار العملية التعليمية في الاتجاه السليم (خليل: 17: 2011).