متطلبات تطبيق النموذج الأوروبي لإدارة التميز في مؤسسات التعليم قبل الجامعي في مصر

الملخص AR

يتميزعصرنا الحالي بالتغييرات المتسارعة و المتلاحقة في جميع المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و التكنولوجية وغيرها مما أوجد تنافسا و صراعا كبيرا بين المؤسسات على مختلف أنواعها لذا كان لزاما على النظم التربوية السعي نحوالتطوير و التجديد و التغيير لمواكبة هذه التغييرات و المستجدات المشهودة فالنظام التربوي جزء من البناء الاجتماعي الكلي يتفاعل معه متأثرا به و مؤثرا فيه و النهوض بالمجتمع لا يتحقق إلا بوجود تجديد في المجال التربوي التعليمي.

و أدى هذا التنافس إلى وجود حاجة ملحة لدى المؤسسات للسعي و راء التميز و تعزيز قدراتها التنافسية و التفرد في أداء الأعمال مما تطلب ظهور عدد من الاتجاهات الإدارية المعاصرة و على رأسها إدارة التميز و التي وجدتها المؤسسات سبيلا إلى تحقيق ذلك فإدارة التميز تسعى إلى إيجاد مؤسسة متميزة رائدة بإدارة قوية تعمل على استثمار الفرص و التغلب على التحديات التي قد تهدد المؤسسة وذلك للوصول إلى درجة عالية من إتقان العمل و ارتفاع مستوى الأداء إلى أعلى ما يمكن.

وقد شهد العالم خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي تغييرات معلوماتية و تكنولوجية كبيرة و متسارعة حيث ألقت بظلالها على كافة المؤسسات التعليمية في العالم مما أدى إلى تغيير كبير في البقاء و الديمومة لهذه المؤسسات و أصبح عليها السعي للتغيير و تبنى استراتيجية إدارية حديثة و معاصرة للوصول إلى الجودة و التميزفي الأداء بشكل مستدام لضمان بقائها
(الشوا 2016: 20).

و تعيش المجتمعات المعاصرة حقبة مثيرة من التقدم الإنساني نتيجة التطورات العلمية و التكنولوجية و التحولات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية الهائلة و التي تفاقمت منذ أواخر القرن العشرين و حتى الآن حيث تميزت العقود الثلاثة الأخيرة بطفرة في تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات أدت إلى تضاعف المعرفة العلمية و تراكمها و أحدثت تلك التطورات و التحولات انعكاسات على التربية و فرضت بعض التحديات عليها كانت من نتيجتها تغير دور المؤسسات التعليمية المختلفة و بالتالي تغير دور المعلم و تتحمل المدارس و مؤسسات التعليم عامة دورا أساسيا في مواجهة هذه التحديات حتى تستطيع تحقيق أهدافها وتوفير احتياجات المستقبل (البحيصى 2014: 2).

إن الاهتمام بالعاملين في المؤسسات التعليمية من أهم عوامل نجاحها فهي تعتمد عليهم للقيام بالوظائف و النمو المنشود مما يستلزم تحفيزهم و تنميتهم باستمرار لتحقيق الرضا الوظيفي و تخفيض معدلات دوران العمل (Mohanger & Gomathi، 2014: 557).