القراءات الشاذة و أثرها في تفسير النص القرآني

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه الجمعين اما بعد.

.

.

.

عرف علم شواذ القراءات و تحددت معالمه في زمن ابن مجاهد(ت324هـ) و إن كان موجودا قبله فقد ألف كتابه السبعة في القراءات المتواترة و كذا كتابا آخر سماه الشواذ و به تنوعت القراءات القرآنية إلى أكثر من نوع.

القراءة الشاذة هي التي نقلت عن علماء القراءة الأوائل من الصحابة و التابعين لكنها مخالفة لخط المصاحف العثمانية فقد كان المسلمون يقرءون القرآن قبل نسخ المصاحف في خلافة سيدنا عثمان "رضي الله عنه" على وجوه من النطق و كان بعض تلك الوجوه يخالف خط المصحف ثم ترك الناس كل قراءة خارجة عن الخط بعد نسخ المصاحف و إرسالها إلى الأمصار الإسلامية و قرئوا بالوجوه التي يحتملها الخط من القراءات التي قرأ بها الصحابة رضي الله عنهم.

وقد سميت القراءات المخالفة لخط المصحف بالقراءات الشاذة لأنها جاءت مخالفة لما أجمعت عليه الأمة من نص القرآن الذي نقل بالتواتر قال علم الدين السخاوي: الشاذ مأخوذ من قولهم شذ الرجل يشذ شذوذا إذا انفرد عن القوم و الذي لم يزل عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار من الفقهاء و المحدثين و أئمة العربية توقير القرآن و اجتناب الشاذ و اتباع القراءة المشهورة و لزوم الطرق المعروفة.

فالقراءات الشاذة تعتبر مصدر من مصادر التفسيرفإنها كانت من قبل قرانا يتلى ثم طرأ عليها الشذوذ فرفع التعبد بتلاوتها وبقي الإفادة منها من حيث توضيح المعنى و العمل بما يتضح من احكام شرعية.

و لا يمكن دراسة كل ما قرأ شاذا لان القراءات الشاذة كثيرة فقد ذكر ابن خالوية أكثر من عشرين قراءة ما بين الشاذ و المتوار في سورة الفاتحة فقط.

( )وإن سبب الاختيار توضح جهد المفسرين و الافادة من القراءات الشاذة وكيفه توظيفها في فهم النص أما أهداف البحث فتتركز على ما يلي: