البعد القبلي في رثاء الخرنق

الملخص AR

فكم من الشعر الذي نتلذذ بقراءته اليوم يفرحنا تارة ويبكينا أخرى كان يوم ولادته فراشه الآهات و غطاؤه العبرات خرج إلى العالم من قلوب منكسرة و حناجر باكية دندنت بعضه الأمهات و صرخ بمثله الآباء و الأخوات بكت لسماعه نساء وشاب لعظمته رجال ذاك هو شعر الرثاء و من هذا الشعر ما وصل إلينا من شعر(الخرنق) أخت طرفة في زوجها بشر و الذي أثبتت فيه لأهل العربية أنها من الطراز الأول.

كنت قديما قد أطلعت على شعر (الخرنق) عندما نشره لويس شيخو في شعراء النصرانية لكنها لم تكن قراءة جادة وافية حتى وقع بصري على نشرة لشعرها اعتنى به و حققه الدكتور حسين نصار فأحببت أن أقف مع شعرها قليلا أتأمل بعض أبياته فوجدت أنه كلام يستحق الوقوف عنده و البحث فيه و لا سيما كثرة ذكر القبيلة في رثائها و كأنها لم تكن امرأة همها زوجها و بيتها وولدها بل همها قبيلة بأسرها لا فرق بين قريب أو بعيد اضافة إلى الموسيقى الشعرية العذبة التي تميزت بها شاعرتنا فكان الهدف من البحث أن اقف على البعد القبلي الذي صورته في الشعر الرثاء وقد جاء البحث في ثلاثة محاور: الأول: رثاء الخرنق من الذات إلى القبيلة.

الثاني: غياب الذات و حضور القبيلة.

الثالث: البعد القبلي للأغراض الأخرى في رثائها.