مؤشرات البناء النفسي لشخصية الإنسان المستوحاة من فضل زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في ضوء أحاديث و روايات آل البيت عليهم السلام

المؤلفون المشاركون

الحسني، مازن
الموسوي، زهراء عبد المهدي محمد علي

المصدر

مجلة السبط

العدد

المجلد 5، العدد 2، ج. 2 (s) (30 سبتمبر/أيلول 2019)، ص ص. 487-489، 3ص.

الناشر

العتبة الحسينية المقدسة الأمانة العامة مركز كربلاء للدراسات و البحوث

تاريخ النشر

2019-09-30

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

3

التخصصات الرئيسية

الأديان
علم النفس

الموضوعات

الملخص AR

لعل من أبرز ملامح النهضة الحسينية أن الأقلام كلما عاودتها وجدت فيها عطاء ثرا و منبعا جديدا و منهلا معطاء و هذا خلاف ما عليه الكثير من الموضوعات التي تطرقت اليها تلك الاقلام.

و معلوم ان كل باحث عندما يلج موضوعا و يكتب عنه او يتطرق الى مضامينه فإنه يستفذ فيه أغراضه كلها من اول وهلة فلو حاول ان يكتب فيه ثانية او ثالثة فأنه سيأخذ باجترار المادة السابقة نفسها: لأنه ليس هناك من مادة جديدة يستطيع ان ينهل منها لكن واقعة الطف في حقيقتها عطاء ثر ما ان تعاود الاقلام حتى تجد ذلك الينبوع المتدفق المليء بالعطاء.

ان الدم الذي أراقه سيد الشهداء الحسين في كربلاء كان حيا و سيبقى و السر في ذلك انه امتداد لدماء الانبياء وقد بقيت دماء الانبياء المراقة في سبيل الله حية لم تمت انما اخذت طريقها الى الخلود في الحياة والان دماء الشهداء اصوات تردد في الفضاء وهي مواقف والمواقف لا تموت انما الذي يموت الجسد فقط.

اما الموقف فيبقى و يعيش الى ان تنتهي الدنيا.

﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون﴾فالحسين لو بقي في المدينة لحاصر التاريخ حركته و أذابها و مما يؤسف له ان حركته و نهضته لا يعرفها الا قليل من المسلمين لأن وسائل الاعلام الاسلامية تصرفت و كأن الامام الحسين لا يعنيها و كأنه محسوب على فئة خاصة في حين انه لكل المسلمين بل هو عطاء للدنيا بأجمعها و ليس لنا وحدنا لأنه ابن الرسول و هو أيضا سيد شباب اهل الجنة فهو صوت من أصوات الحق خرج ليقارع الباطل و هذا الصوت يجب ان ينتشر فالمفروض ان تأخذ نهضته أبعادها الى مسامع المسلمين كافة لا ان ينحصر بفئة ما فالمفروض على كل مسلم أن يمر بنهضة الحسين و يكتنه أسرارها فحين نسمع تاريخ الحسين نسمع صوت النبي يعبر عن الحسين (حسين مني و انا من حسين) فالمفروض ان ينفتح التاريخ على سيرة الحسين في سبيل اكتناه أسرار نهضته لكن مع الاسف ان هناك القليل من المسلمين يعرفون اسرار هذه النهضة.

يوم الأربعين من كل سنة هل هو يوم العشرين من صفر أو هو يوم التاسع عشر من شهر صفر ذهب الشيخ البهائي - قدس الله نفسه الزكية- إلى أن الصحيح هو أن يوم الأربعين ليس يوم العشرين من صفر و إنما هو يوم التاسع عشر من شهر صفر من كل سنة وذلك لاحتساب يوم العاشر واحدا من الأيام فعندئذ يكون يوم الأربعين من شهادة الإمام الحسين هو يوم التاسع عشر و ليس هو يوم العشرين من صفر.

هذا ما ذهب إليه الشيخ البهائي(3) -قدس الله نفسه الزكية-.

و المقصود بـ «زيارة الاربعين» الواردة في كلام الإمام العسكري هو زيارة مولانا الإمام الحسين في العشرين من صفر و هذه السيرة متصلة بالمعصومين الذين حثوا على الزيارة المطلقة للإمام الحسين بل كانوا يولون بعض مواليهم للدعاء تحت قبة الإمام الحسين.

بل علمنا سابقا أن الإمام السجاد زار أباه يوم العشرين من صفر مما يدل على استحباب هذا العمل.

و لا يخفي أن سيرة المتشرعة حجة يستكشف منها مشروعية الفعل الدال على الوجوب و الاستحباب و حيث إن المؤمنين لا سيما المتشرعة منهم يواظبون على زيارة الأربعين الحسينية دل ذلك على استحبابها و رجحان مشروعيتها.

حيث ان إجماع فقهاء الإمامية على استحباب زيارته يوم العشرين من صفر و نقلنا قسما من كلمات بعض فقهاء الإمامية على ذلك ولم يعترض أحد على الإستحباب أصلا سوى بعض من لا تحصيل لديه في المسألة و هذا الفرد أو ذاك لا يضر خروجه من الإجماع المنعقد في المسألة.

و إن دخول الألف و اللام العهدية على كلمة «أربعين» إشارة للتنبيه على أن زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الإيمان و الموالاة للأئمة الإثني عشر.

و اللام العهدية تدخل على المسند إليه للإشارة إلى فرد معهود خارجا بين المتخاطبين و هذا نظير قوله تعالى: ﴿كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ٥١ فعصى فرعون الرسول﴾ فالرسول محلى باللام العهدية التي دخلت على الإسم المسند إليه فالرسول في الآية كان معهودا في زمن فرعون و هو موسى النبي و فرعون الزنديق عصى موسى الرسول المعهود يومذاك.

وهنا هكذا: فإن «الأربعين» اسم أسند إليه الألف و اللام العهدية حيث إن زيارة الإمام يوم الأربعين من يوم شهادته أمر معهود بين الشيعة لذا لم تقتض الضرورة ذكر قيد لفظي أو قرينة لفظية تحدد أو تقيد اللفظ المذكور باليوم المعهود و هو العشرون من صفر فثمة قرينة حالية أوجبت فهم العلماء الأعلام من هذا الجملة خصوص زيارة الإمام الحسين و القرينة الحالية هي السيرة القائمة على زيارة الإمام في العشرين من صفر.

فالحاصل: حيث لا توجد قرينة تدل على أن الأربعين هو أربعون مؤمنا و حيث إن اللام تفيد العهد و حيث إن السيرة العملية للفقهاء و الأعلام و المتدينين يحيون يوم العشرين من صفر و هذه السيرة مرتبطة و متصلة بعمل الإمام زين العابدين و عقائل الوحي و بعض صحابة النبي كجابر يتضح حينئذ استحباب و مشروعية زيارة الأربعين الحسينية و لا يقصد من حديث الإمام العسكري ما توهمه بعضهم.

و بهذا التقريب يتضح أن المراد بزيارة الأربعين في الحديث هو زيارة الإمام الحسين المظلوم و الزائر له في كل الأزمنة و الأوقات تحت رعاية الله تعالى و لطفه و رحمته و الزائر يكون مشمولا لدعاء الإمام الصادق فقوله: «اللهم يا من خصنا بالكرامة ووعدنا بالشفاعة و خصنا بالوصية و أعطانا علم ما مضى و علم ما بقي و جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا إغفر لي و لإخواني و زوار قبر أبي عبد الله الحسين الذين أنفقوا أموالهم و أشخصوا أبدانهم رغبة في برنا و رجاء لما عندك في صلتنا و سرورا أدخلوه على نبيك و إجابة منهم لأمرنا و غيظا أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضوانك فكافهم عنا بالرضوان و اكلأهم بالليل و النهار و أخلف على أهاليهم و أولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف و اصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك و شديد وشر شياطين الإنس والجن و أعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم و ما أثرونا به على أبنائهم و أهاليهم و قراباتهم اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا خلافا منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس و ارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله الحسين و ارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا و ارحم تلك القلوب التي جزعت و احترقت لنا و ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا اللهم إني أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى توافيهم من الحوض يوم العطش».

استعمل الباحثان المنهج الوصفي في بحثهما الحالي فضلا عن أنهما اعتمدا طريقة تحليل المحتوى (المضمون) «وهو أسلوب للبحث يهدف وصف المضمون الظاهر للرسالة وصفا موضوعيا و منظما و كميا» (عبد الرحمن: 1982: 237).

و لاستخراج مؤشرات البناء النفسي الموجودة في محتوى أحاديث و روايات آل البيت اتبع الباحثان أسلوب تحليل المحتوى بوصفها الطريقة الملائمة للكشف عن هذه المؤشرات و تضمن أسلوب التحليل وحدة الفكرة أو الموضوع الذي تدور حوله بوصفها مؤشرات للبناء النفسي للانسان.

وقد أكد الباحثان على ضرورة أن تكون هذه الطريقة موضوعية و منهجية و لأجل تحقيق هذه المتطلبات ينبغي أن يكون للبحث تصنيف ووحدات للتحليل ووحدات للتعداد و قواعد واضحة و صريحة بطريقة التحليل و قياس ثبات التحليل (Holdti: 1964: 5)حيث قام الباحثان بجمع الاحاديث عن الروايات للمعصومين و عملوا تحليل محتوى و هو احد اساليب المنهج الوصفي يعتمد على تحليل المقالات او الروايات او الاحاديث و استنتاج المعنى الحقيقي منها و عرضت على خبراء مختصين في هذا المجال ثم خرجت الدراسة بعدد من النتائج و التوصيات.

و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و خاتم النبيين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد و على آله الأخيار الأبرار الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

الحسني، مازن والموسوي، زهراء عبد المهدي محمد علي. 2019. مؤشرات البناء النفسي لشخصية الإنسان المستوحاة من فضل زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في ضوء أحاديث و روايات آل البيت عليهم السلام. مجلة السبط،مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 487-489.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243855

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

الحسني، مازن والموسوي، زهراء عبد المهدي محمد علي. مؤشرات البناء النفسي لشخصية الإنسان المستوحاة من فضل زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في ضوء أحاديث و روايات آل البيت عليهم السلام. مجلة السبط مج. 5، ع. 2، ج. 2 (عدد خاص) (أيلول 2019)، ص ص. 487-489.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243855

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

الحسني، مازن والموسوي، زهراء عبد المهدي محمد علي. مؤشرات البناء النفسي لشخصية الإنسان المستوحاة من فضل زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في ضوء أحاديث و روايات آل البيت عليهم السلام. مجلة السبط. 2019. مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 487-489.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243855

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1243855