مستقبل زيارة الأربعين في ظل التحديات و التهديدات و الفرص

المصدر

مجلة السبط

العدد

المجلد 5، العدد 2، ج. 2 (s) (30 سبتمبر/أيلول 2019)، ص ص. 490-492، 3ص.

الناشر

العتبة الحسينية المقدسة الأمانة العامة مركز كربلاء للدراسات و البحوث

تاريخ النشر

2019-09-30

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

3

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و على أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتحبين و لا حول و لا قوه إلا بالله العلي العظيم.

إن تحدثنا عن سيد الشهداء فإننا نتحدث عن الرسول الأكرم لأنه امتداد للسيرة العطرة و الصفات التي خصها الله به للرسول الأكرم و ما أعظم هذا التكريم الذي لم يضح به أحد من قبل لقد استودع رسول الأمه و الإنسانية كل صفاته في الإمام الحسين و أتمنه على دين الإنسانية و ما أعظمها من أمانة في رقبة الإمام الحسين سينحرها في سبيل نصرة الدين و ما أعظمها و ما أحلاها من أمانة سيوفيها بدمه الشريف.

لا يقاس الحسين بالثوار بل بالأنبياء و لا تقاس كربلاء بالمدن بل بالسماوات و لا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر بل بمنعطفات الكون مع الحسين كل هزيمة انتصــار وبدون الحسين كل انتصار هزيمة لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها فإن (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء).

لقد كانت و مازالت التحديات و التهديدات أكبر و أكثر منذ مسيرة الإمام الحسين من المدينة المنورة إلى كربلاء وهي إلى الآن تأخذ أبعادا و أشكالا مختلفة فالاستكبار العالمي وقوى الظلام التي خرج الإمام لمقاتلتها مازالت جاثمة على شعوب الأرض تنهب مقدراتها و عصابات داعش التي مازالت تمثل تهديدا مباشرا لكل زيارة أربعين للإمام الحسين و مازالت تتربص بالحشود المليونية المتجهة صوب قبلة الشهادة مستخدمة كل الأساليب الاجرامية للنيل من المؤمنين الزائرين بأي صورة.

و كذلك الإعلام العالمي المسيس الذي يحاول تشويه هذا التجمع الإيماني عبر تقارير مفبركة لا تمت للواقع بصلة و برغم نجاح كل الزيارات في السنوات السابقة التي وصلت أعدادها إلى أرقام مليونية تجاوزت العام الماضي أكثر من 22مليون زائر إلا أنها مازالت تواجه تحديات كثيرة على جميع المستويات اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا غير أن الجموع المليونية وفي كل زيارة تذوب هذه التحديات الكبيرة أمام هذا الزحف المليوني الذي تنتهي فيه كل الفوارق الطبقية و العرقية أمام الهدف الأسمى.

لقد أدت زيارة الأربعين منذ انبثاقها و حتى الآن و ستؤدي ذلك في المستقبل وظيفتها الأساسية وهي المحافظة على التواصل و تجديد العهد بين الشيعة و الإمام الحسين.

إن لزيارة الأربعين دورا مهما في تحريك الجماهير نحو الأهداف السامية التي مثلها الإمام الحسين وثار من أجلها وهي قيم الإيمان و الحرية و العدالة و الإنسانية لذلك نحن نحتاج إلى أن تكون الزيارة عملا ثقافيا توجيهيا و توعويا لإرشاد الناس و استثمار العواطف الجياشة لتعريفهم بكل تلك القيم.

فماهي الأدوار و المسؤوليات التي تقوم بها أصناف متعددة من المجتمع في مثل هذه الزيارات و خصوصا زيارة الأربعين التي تمثل محطة إيمانية كبيرة لكافة المسلمين.

أن الصفات الإنسانية للإمام الحسين في كل تفاصيل حياته لدلاله واضحة على إنسانية و عظم أفكاره لخدمة الإنسانية وصفاته الإنسانية التي قل نظيرها و مع كل ذلك نجد أن تغييبا واضح للسيرة العطرة غير مقصود و التركيز على واقعه الطف بكل التفاصيل مع عدم ادارك و معرفة الأجيال لهذه السيرة المعطاءة لسيد الشهداء.

وان الإمام سيد الشهداء لم يكن إماما للشيعة فقط بل لكل الانسانية وفي كل مكان وزمان وان اغلب قادة العالم و مفكريه كانوا يعتبرونه أماما للثوار وسيدا للشهداء و مصباحا للهدى ضد الظلم و الظالمين و منبعا للفكر الإنساني من خلال صفاته الإنسانية و تعامله مع الرعية في كل زمان و مكان بكل خلق الأنبياء و المصلحين قبل أن يكون إماما معصوما واجب الطاعة.

فمن أجل أن نكون حسينيين بامتياز علينا أولا أن نعيد صياغة علاقتنا بالسيرة الحسينية العملاقة ففي هذه السيرة من المفاهيم و الأسس و المبادئ ما بوسعها أن توحدنا و تنتشلنا من واقعنا الحاضر (المخيف) الذي يعج بالتخلف و الفساد و الفشل و سرقة المال العام و الضعف أمام الأعداء و التفسخ الخلقي المريب إلى واقع جديد نستطيع من خلالها اللحاق بمن سبقنا وفي ذلك الوقت (وحده) نكون قد ضمنا (شفاعة الحسين) و شفاعة جده وأبيه وأمه البتول أما إذا اكتفينا بالشعائر و نحينا جانبا كل تلك المبادئ التي استشهد من أجلها ففي ذلك مظلمة للحسين المصلح الشهيد و لثورته.

إن زيارة الأربعين لها القدرة على نقل الملحمة الحسينية بأمانة للأجيال فإنها امتداد لتلك المسيرة العطرة الإنسانية للإمام الحسين في كل حياته و هو ميراثنا لكل الأجيال و دروس منها العبر في خدمة قضايا الأمة.

وان دوره مازال ماثلا في نقل الحقائق للمسيرة و الدروس الحسينية لكل الأجيال وان الدور الحقيقي لم يقتصر على قضايا الدين فقط بل إلى كل القضايا التي تهم حياة الإنسان في العصر المعاصر و تقدم كل النصح و الإفادة في خدمة قضايا آلامه و العالم أجمع مستلهمة من القرآن الكريم و السير العطرة للأئمة المعصومين الدروس و العبر في خدمة كل قضايا الإنسانية جمعاء.

و برغم كل التحديات و التهديدات ما زالت زيارة الأربعين تجدد العهد و الوفاء على البقاء على نهج إمامنا الحسين.

و نستنتج بأنه يمكن أن تشكل الزيارة فرصة كبيرة للعديد من الأمور الايجابية التي لو استثمرت بشكل جيد لتغيرت الكثير من المفاهيم للعديد من المسلمين وغير المسلمين عن الإسلام وثورة الإمام الحسين و هي: القيام بفعاليات غير تقليدية في يوم زيارة الأربعين للجاليات العربية و الاسلامية في البلدان الغربية مثل (التبرع بالدم توزيع المواد الغذائية على العوائل الفقيرة و المحـــــتاجة محاضرات بكل اللغات حول عالمية ثورة الإمام الحسين.

نقل زيارة الأربعين من حدث محلي مذهبي إلى حدث عالمي إسلامي و مناسبة للتسامح و التقارب بين الشعوب في جميع أنحاء المعمورة.

مناسبة لتوحيد الرؤى الاسلامية و الخطاب الإسلامي المعتدل و مناسبة لجميع المذاهب الاسلامية المعتدلة في التوعية للأفكار و الأطروحات الاسلامية التي تخدم في جميع مفاصل الحياة (الإسلام يقود الحياة).

زيارة الأربعين مناسبة للتشجيع على ممارسة البذل و العطاءالانساني و العـــــمل الطوعي في نفوس أبناء المجتمع و الشباب خاصة من اجل روح التضحية و التكافل خاصة في مجال خدمة زوار الإمام الحسين و دعم مقاتلي الحشد الشعبي في قتالهم لداعش وغيرها من الفصائل الإرهابية.

الزيارة مناسبة لتوحيد المفاهيم الإنسانية بين كل الأديان كونها تجتمع جميعا في أن هناك مخلصا للبشرية بعد الظلم و الجور الحاصل في جميع اصقاع الأرض.

التوصيات: التأكيد على الدور الكبير لزيارة الأربعين في نشر المفاهيم و القيم الاسلامية السمحاء التي تأثرت كثيرا و خاصة بعد ظهور عصابات داعش مثل توزيع الفولدرات و الكتيبات حول أهمية الزيارة مع ترجمتها إلى العديد من اللغات.

توفير كتيبات إرشادية مع الخرائط للعراق بصورة عامة و لكربلاء بصورة خاصة عن كل الأماكن فيها و بأكثر من لغة أثناء زيارة الأربعين.

الاستثمار الجيد لزيارة الأربعين في التوعية الدينية العامة للمسلمين و خاصة الأجانب منهم بالتعريف بالإمام الحسين سيرة حياته إمامته و ليس فقط مقتله.

استثمار زيارة الأربعين في محاربة الخرافات الدخيلة على الدين الإسلامي بصورة عامة و زيارة الأربعين خاصة و الاستثمار الجيد للزيارة في محاربة الظواهر المجتمعية مثل الفساد كونه ظاهرة أضرت كثيرا بالبلد.

نقل وقائع خطابات المنبر الحسيني و خاصة في أيام عاشوراء وفي كل المناسبات نقلا مباشرا من الفضائيات المعتدلة كونها تنقل رسائل مهمة للمجتمع مع التأكيد على الخطابات المعتدلة للخطباء التي تنفع الأمة بدلا من أن تفرقها.

تشكيل غرفة إعلام موحدة خاصة بالزيارة فقط للمساعدة في توجيه الرأي العام الداخلي و الخارجي و تقديم كل المعلومات الخاصة بالزيارة أولا بأول و تكون هي المصدر لكل المعلومات الوثيقة (أعداد زائرين حوادث توجيهات) تشكيل صندوق خاص للزيارة للمتبرعين من أجل زيادة الخدمات و خاصة البلدية ما بعد انتهاء الزيارة.

زيادة أعداد المتطوعين للخدمة أثناء زيارة الأربعين.

العمل على إعداد مدن خاصة مؤقتة للزيارة قريبة من الضريح الطاهر مع توفير وسائل نقل خاصة بها (نصب خيم كبيرة و سرادق منظمة مع ترقيمها) مع الإرشادات للوصول إليها بأكثر من لغة.

تأسيس مراكز دراسات و استطلاع رأي من أجل دراسة الظواهر الاجتماعية المتميزة بعد كل زيارة من أجل استثمارها لخدمة القضية الحسينية.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

شويخ، هادي حسن. 2019. مستقبل زيارة الأربعين في ظل التحديات و التهديدات و الفرص. مجلة السبط،مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 490-492.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243856

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

شويخ، هادي حسن. مستقبل زيارة الأربعين في ظل التحديات و التهديدات و الفرص. مجلة السبط مج. 5، ع. 2، ج. 2 (عدد خاص) (أيلول 2019)، ص ص. 490-492.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243856

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

شويخ، هادي حسن. مستقبل زيارة الأربعين في ظل التحديات و التهديدات و الفرص. مجلة السبط. 2019. مج. 5، ع. 2، ج. 2 (s)، ص ص. 490-492.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1243856

نوع البيانات

مقالات

لغة النص

العربية

الملاحظات

-

رقم السجل

BIM-1243856