مفاهيم في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام : (الجهاد الاستشهاد الحرية، و النعيم الأبدي)‎ نموذجا

الملخص AR

إن تاريخ الإسلام الجهادي تضمن معركتين فاصلتين الأولى كانت على التنزيل و كان قائدها النبي المصطفي محمد وقد واجه فيها أعتى الكفار و المشركين و ضرب خراطيمهم حتى قالوا: لا إله إلا الله و المعركة الفاصلة الثانية كانت على التأويل وقائدها أمير المؤمنين علي وقد نازل فيها الناكثين و القاسطين و المارقين فبقر الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته مما دفع النبي محمد بالقول للإمام علي كما ورد الحديث في (أمالي الطوسي): (يا علي تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل).

وهناك ميزة يشترك فيه الأنبياء جميعا في مواجهتهم للطواغيت على عصورهم المختلفة و الإمام الحسين هو الامتداد الطبيعي على مستوى الأهداف يقول: (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان و لا التماسا من فضول الحطام و إنما كان الهدف هو نصرة الدين).

فهو وارث حركة الأنبياء ووارث نبينا محمد و هو رمز للأئمة الباقين ووارث آدم صفوة الله و إبراهيم خليل الله و موسى كليم الله و عيسى روح الله ووارث محمد حبيب الله.

فالحسين يعلمنا بأن حياة الروح هي الكرامة فهي تحقق له الحرية و العيش السعيد وكل ما يستحق أن يعيش لأجله في هذه الحياة وأن أهم درس نستفيده من الحسين وجده المصطفى هو فهمنا لمعادلة الموت و الحياة وهل أن من يعيش تحت سيف الظالم و يلاقي يوميا المهانة و الذل و يعيش الخنوع لبشر مثله هل هذا يعد حيا أم الحياة لذلك الذي يرفض الظلم و الذل و الخنوع و لو أدى به الأمر إلى السجن و التهجير و القتل أن الأول يموت كل يوم ألف مرة و الثاني يبقى حيا وان لاقى الموت.

و الله من و راء القصد.