عالمية الإمام الحسين عليه السلام في الأديان و الطوائف الأخرى

المؤلف

الطائي، كريم شنان علي

المصدر

مجلة الكلية الإسلامية الجامعة : مجلة علمية فصلية محكمة

الناشر

الجامعة الإسلامية في النجف الأشرف

تاريخ النشر

2017-09-30

دولة النشر

العراق

عدد الصفحات

27

التخصصات الرئيسية

الدراسات الإسلامية

الموضوعات

الملخص العربي

لقد اعتبر انتصار الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب على المارقين الملحدين الكفرة من معاوية و زبانيته و قادته المشركين، برغم قلة العدد و العدة، أمام هؤلاء الخارجين عن دين محمد من خلال انتصار الدم على السيف، لذلك كان هذا الانتصار موضع ثقة كبيرة و إعجاب من جميع الأديان والطوائف في عموم العالم وفي أنحاء المعمورة، كيف لا وان الإمام الحسين هو ابن أمير المؤمنين قاتل الكفرة والمنافقين في بدر وحنين و في جميع معارك المسلمين مع أعداء الإسلام والخارجين عن الشريعة السمحاء من آل سفيان و زبانيتهم الحاقدين، و هو الطيب الرشيد الوفي السيد الزكي المبارك، و هو السبط، و هو الذي قال (لوكان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، فيا سيوف خذيني)، وهو فلذة كبد رسول رب العالمين محمد ، إذن فحري بنا و الأمة الإسلامية أن تدرس حياة عظمائها و أبطالها و علمائها و مثقفيها و جميع شواهدها من الأعلام و من أئمة أهل بيت النبوة ، ومن ثم تبحث عن آثارهم و تنقب عن أخبارهم و أعمالهم، لتأخذ من علمهم وسيرتهم أنموذجا يحتذي به لينير طريق المسلمين و يكون أنموذجا حيا يوصل هذه الأمة إلى الرقي و السعادة و الوعي بالمستقبل و التمسك به لغرض تحقيق الخير و السعادة المنشودة وليعود فضل هذه الأمة ولوائها من جديد يرفرف على جميع أجواء العالم، و من ابرز هؤلاء الأعلام الأبطال العظماء العلماء هو ثالث أئمة أهل البيت بعد أخيه الإمام الحسن المجتبى الإمام الحسين ابن علي بن أبي طالب ، و هو سيد شباب أهل الجنة، بإجماع جميع الكتاب و المرخين والمؤلفين و المراجع و المحدثين، و هو ثاني السبطين وريحانة رسول الله محمد ، و هو الذي انحصرت به ذرية رسول الله ، كما انه أحد الخمسة من أصحاب الكساء واحد الأربعة الذين باهل بهم رسول الله محمد نصارى نجران، و هو من المطهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، و من القربى الذين أمر الله بمودتهم وأحد الثقلين الذين من تمسك يهما نجا ومن تخلف عنهما هلك وظل وغوى، وهو الذي في المهد ناداه جبرائيل، و تلقاه اسرافيل a وهو الذي لقب بالسيد، و هو سيد شباب أهل الجنة هو الإمام ابر التقي النقي ، وهو السبط الثاني لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و ابن سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين الطاهرة المطهرة فاطمة الزهراء ، وهو اخو سيد شباب أهل الجنة وسيد الشهداء الإمام الحسن المجتبى.

و قد شهد التاريخ إن الأنبياء و الرسل قد حملوا أوصيائهم مشعل الهداية الإلهية منذ فجر التاريخ، واستمر هذا على مدى العصور، و لم يترك الله سبحانه و تعال عباده مهملين دون حجة هادية و راعية، وعلم رشيد، و نور مضيء، كما أوضحت نصوص الوحي التي أيدت دلائل العقل، بان الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه، لئلا يكون للناس على حجة، فالحجة قبل الخلق و مع الخلق وبعد الخلق، كما يؤكد ذلك جميع الكتاب و المؤلفين و الباحثين، ولو لم يبقى في العارض إلا اثنان، لكان احدهما الحجة، وصرح القرآن، بشكل لا يقبل الشك و الريبة في هذا، حيث قال تعالى في هذا [إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ](1).و قد أوضح الله تعالى وأكد في كتابه الحكيم بنصوص أخرى صريحة وواضحة حول معالم الهداية الربانية، و عللها، و أسبابها، و نتائجها، وثمارها، في قوله تعالى : [قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ](2)، و قال سبحانه و تعالى : [قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى](3)، وقال أيضاً [وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ](4)، و قال تعالى أيضاً: [وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ](5)، ومن هنا بعد أن زود الله تعالى الإنسان بطاقتي الغضب والشهوة ليحقق له وقود الحركة نحو الكمال، لم يؤمن عليه من سيطرة الغضب والشهوة والهوى الناشئ منهما، والملازم لهما، و من هنا احتاج الإنسان بالإضافة إلى عقله وسائر أدوات المعرفة إلى ما يضمن له سلامة الرؤية و البصيرة، كي تتم عليه الحجة، وتكمل نعمة الهداية، وتتوفر لديه جميع الأسباب التي تجعله يختار طريق الخير والسعادة، أو طريق الشر والشقاء، وذلك بملء إرادته، ومن هنا يتولى أنبياء الله تعالى و رسله و أوصيائهم الهداة المهديون مهمة الهداية والرشاد والتبليغ وبجميع تفاصيلها ومفرداتها ومن صغيرها و كبيرها، و هي تتمثل في إبلاغ الرسالة الإلهية إلى البشرية جمعاء، و يتوقف الإبلاغ على الكفاءة التامة التي تتمثل في الاستيعاب و الإحاطة اللازمة، بتفاصيل الرسالة ومتطلباتها و أهدافها و(العصمة) عن الخطأ والانحراف معا، وكذلك بناء امة مؤمنة بالرسالة الإلهية و إعدادها لدعم القيادة الهادية، من أجل تحقيق أهدافها وتطبيق قوانينها في الحياة، وقد أكدت ذلك آيات الذكر الحكيم بهذه المهمة مستخدمة عنواني التزكية و التعليم، حيث قال الله تعالى في هذا [وَيُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ من ثم صيانة الرسالة من الزيغ و التحريف و الضياع ولكل فترة مقررة لها، حتى تحقيق أهداف الرسالة المعنوية وتثبيت القيم الأخلاقية في نفوس الناس وأركان المجتمع عموما، من خلال تنفيذ الأطروحة الربانية، وتطبيق قوانين الدين الإسلامي الحنيف على المجتمع، ومن هنا فقد اتخذ الأنبياء وأوصيائهم المصطفون طريق الحق الدامي والشائك، واقتحموا سبيل التربية الشاق، وتحملوا في سبيل ذلك المهام الرسالية وكل ما هو صعب، وقدموا في سبيل تحقيق الرسالة الإلهية كل ما يمكن أن يقدمه الإنسان المجاهد الصادق المتفاني من أجل مبدئه وعقيدته، ولم يتراجع ولم يتلكأ طرفة عين.لهذا فقد توجهت تلك الرسالة وجهود حامليها المستمر برسالة خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبد الله من خلال حمله الأمانة الكبرى ومسؤولية هداية القامة بجميع مراتبها، وقد خطى الحبيب المصطفى هذا الطريق الصعب الوعر بخطوات ثابتة وقوية، حتى حقق في اقل قترة زمنية، أكبر نتاج ممكن حصوله في عموم الدعوات التغيرية والرسالات الثورية الأخرى، كما يشير إليه جميع الكتاب والمؤلفين والباحثين والمفكرين بجهاده وكفاحه ومن خلال تقديم ونشر رسالة كاملة للبشرية جمعاء، بحيث تتضمن عناصر ديمومة الحياة وبقائها وصيانتها من كل انحراف وزيغ وشطط، وبالتالي تكوين امة مسلمة تؤمن بالإسلام مبدأ وبالرسول محمد نبيا و قائدا، و بالشريعة السمحاء قانونا للحياة، و بالتالي ممكن تأسيس دولة إسلامية وكيان يحمل لواء الاستلام.

ويطبق شريعته السماوية السمحاء، لذلك كان الرسول محمد و حسب التخطيط الإلهي يجب أن يقوم بإعداد الصفوة من أهل بيته، ويجب التصريح بأسمائهم و أدوارهم، لتسليم راية الاستلام لهم وحمايتها و استمرارها والقضاء على الجهلة والعابثين والمنافقين.

وتجلى كل هذا التخطيط الإلهي في ما نص عليه الرسول محمد بقوله (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا)(7)، و قد تحمل أهل بيت النبوة و الرسالة الطاهرة شتى أنواع الصعوبات، وقد حفلت حياتهم بأنواع الجهاد و الصبر على طاعة الله وتحمل جفاء أهل المكر والغدر والجفاء، حتى ضربوا أعلى أمثلة الصمود لتنفيذ أحكام الله سبحانه وتعالى، وفي هذا البحث المتواضع فقد أكد الباحث على ثالث إمام في العترة النبوية الطاهرة لما يحمل هذا السبط المظلوم الشجاع من آهات وآلام، بحيث دخل قلوب جمع القادة والحكماء والمفكرين والأحرار في العالم و من جميع الأطياف والأديان والمذاهب، وقد كان الأمام الحسين يذكر في كل محفل ويندب من قبل كل محتاج ومظلوم، لأنه ضحى بحياته وبنفسه الزكية و بأولاده و بأصحابه النجباء، من اجل تحقيق و استمرار رسالة جده محمد

نوع البيانات

أوراق مؤتمرات

رقم السجل

BIM-1244853

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

الطائي، كريم شنان علي. 2017-09-30. عالمية الإمام الحسين عليه السلام في الأديان و الطوائف الأخرى. المؤتمر العلمي لوقائع جائزة السبط الشهيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام الدولية للإبداع الفكري (17 : 2016 : الجامعة الإسلامية، النجف الأشرف، العراق). . مج. 11، ع. 43، ج. 4 (عدد خاص) (أيلول 2017)، ص ص. 295-321.النجف، العراق : الكلية الإسلامية الجامعة،.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244853

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

الطائي، كريم شنان علي. عالمية الإمام الحسين عليه السلام في الأديان و الطوائف الأخرى. . النجف، العراق : الكلية الإسلامية الجامعة،. 2017-09-30.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244853

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

الطائي، كريم شنان علي. عالمية الإمام الحسين عليه السلام في الأديان و الطوائف الأخرى. . المؤتمر العلمي لوقائع جائزة السبط الشهيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام الدولية للإبداع الفكري (17 : 2016 : الجامعة الإسلامية، النجف الأشرف، العراق).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244853