في سؤال العلاقة بين الجسد و الفضاء العام : مقاربة نظرية تأويلية

الملخص AR

يشكل سؤال العلاقة بين الجسد و الفضاء العام بالنسبة إلينا تحديا صعبا و حينذ تصير العلاقة متداخلة و مترامية الأطراف على صعيد رؤى فلسفية عدة مختلفة و متضاربة فيما بينها.

وعليه فإن هذا المقال يعنى بالبحث في إمكانية قيام هذه العلاقة طبيعتها و حدودها.

و باعتماد الطريقتين التحليلية و التأويلية للموضوع حاولنا التركيز على فكرتين أساسيتين: الأولى ضبط مفهوم بالانتقال بين المفاهيم السابقة التي كان فيها الفضاء العام عرضة لمختلف التأويلات.

و الثانية ضبط تصور بالاستفادة قدر الإمكان من نفس هذه المفاهيم لا لأنها تبدو غير كافية لتحديد ماهية الفضاء العام و لا لأنها تجعلنا جاهلين أو غير مدركين للدور الأساسي الذي يحتله الجسد في الفضاء العام بل لأنا نلمح فيها من العناصر الإيجابية المساعدة على تحديد طبيعة العلاقة بينهما.

و من هذه الناحية فقط فإن التعبير عن هذه العلاقة يعرف بداية من طريق المماثلة بين أشكال مختلفة تحدث في فضاءات الحياة اليومية من ذلك نجد الحركة و الرؤية و الكلام و بجعل الفضاء العام فضاء للظهور و مجالا من مجالات الحوار و النقاش العقلاني الحر أيضا بل في كونها تمثل مجتمعة الجسد المرئي بوصفه الواحد المتعدد وبأن شرعنة هذه الفضاءات مرتبط أشد الارتباط بالحضور الفعلي للجسد فيها عبر هذه الأشكال.

و من ثم فإن البحث تمكن من الوصول إلى نتيجة هامة مفادها: أن الجسد هو ما يشكل و يصنع الهوية الذاتية و الاجتماعية وبأنه كان و لا يزال منفتحا هو الآخر كما الفضاء العام على تأويلات أخرى صراعية و جمالية و اجتماعية و جنسية هذه الأخيرة في كونها تمر عبر فضاء هذه العلاقة في أن تتأسس إما على الاختلاف الذي يقصي الجسد الأنثوي من المشاركة الفعالة في الفضاء العام و إما في تأكيدها على قيم الاعتراف والتواصل و الاحترام المتبادل بين الجنسين