النقد الكلامي عند الإمام الباجي : دراسة في الأسس و النماذج

الملخص AR

إلى حدود القرن الرابع الهجري ظل علم الكلام في الأندلس مهضوم الحقوق و مهجور الفناء و ما لبثت هذه الحال أن انقلبت إلى احتضان لعلم الكلام و اشتغال به فبرع فيه علماء الاندلس أيما براعة و بثوا ما عندهم من هذا العلم المطارد و أظهروا كتبه حتى أقبل عليه الناس برضى و أريحية.

و من بينهم الإمام أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي (تـ474هـ) وذلك من خلال تراثه و إنتاجه و إن كانت كتاباته الكلامية لا تعدو أن تكون مجرد رسائل صغيرة لا تشمل جميع المباحث الكلامية عدا كتابه "التسديد إلى معرفة التوحيد" و هو الكتاب الذي يعد مفقودا حسب الباحثين.

و إن هذه القلة في التأليف الكلامي من الإمام الباجي رغم ملازمته لأرباب الكلام لتعد مظهرا من مظاهر النقد الكلامي وأول ما يطالعنا في جهوده النقدية ما كتبه في و صيته لولديه إضافة إلى شذرات في شرحه للموطأ و كتابه إحكام الفصول و رسالته إلى راهب فرنسا و سأحاول في هذه الدراسة تتبع تراثه الكلامي لرصد معالم النقد و أسسه.