الجذور الشرقية للرومانسية الغربية

الملخص AR

تتلخص فكرة البحث بالكشف عن الجذور الشرقية للرومانسية الغربية؛ عبر تحليل سياقات تاريخية مختلفة؛ بدءا من تأثر الحضارة اليونانية بالحضارات الشرقية القديمة؛ عبر منافذ مختلفة أهمها مصر و قرطاجة، وصعودا إلى العصور اللاحقة.

و الحديث عن العصور القديمة يمثل مثابة تاريخية تبين أن الحضارة اليونانية - التي يحيل إليها الأوربيين مجمل تراثهم الحضاري - لم تكن تشمل العالم الأوربي المتعارف عليه في عصرنا الحالي.

و إن تلك الحضارة إمتداد لتداخل حضارات كثيرة ؛ أهمها الحضارات الشرقية في مصر و العراق و فارس.

وأن إرث اليونان القديم يحمل في طياته بذور الرومانسية في الفنون و الآداب الشرقية القديمة المختلفة.

أما بخصوص العصور اللاحقة فيجري الكشف عن تأثر الحضارة الأوربية بالشرق الأوسطي على الخصوص، منذ العصر الاندلسي فصاعدا.

و من ذلك الشرق جرى اقتباس الأسس الأولية للنزعة الرومانسية الأوربية.

و هذا لا يعني إقصاء الأصالة الأوربية و الإقلال منها ؛ لكن و من جانب آخر لا يقر البحث بفرادتها عن الآخر الشرقي.يحتوي البحث على تعريف بالرومانسية، بوصفها نزعة فكرية؛ أكثر من كونها نزعة أدبية، لذلك كان لها أثر خطير في نشوء تغيرات واسعة في العالم.

و قد أسهمت الروح الشرقية بهذا النشاط إسهاما واضحا، وساعدت الإبداع العالمي على تجاوز الانغماس في صرامة النزعة العقلية و إحياء عنصر الجمال و الحب في الثقافة العالمية.و الرومانسية الحديثة - في الحقيقة - نشاط استشراقي؛ حاول الخروج من جفاف الروح الأوربية إلى مستوى شاعرية الشرق.

حدث هذا من خلال تأثر الرواد الأوائل للأدب الأوربي بالآداب الشرقية ؛ و لاسيما الأدب العربي؛ خصوصا من خلال كتاب ألف ليلة و ليلة وأشعار الأندلسيين.وفي البحث أمثلة نصوصية منتخبة من آداب أوربية مختلفة تأثرت تأثيرا بينا بالشرق؛ فضلا عن شهادات النقاد و الأدباء والرحالة بهذا التأثر الكبير بالآداب الشرقية.و هذا التداخل مع الشرق يبين بوضوح التفاعل الحضاري بين الأمم، على العكس مما تدعيه النظرة الفوقية.

تلك النظرة التي ترسخ حالة الانكماش و القطيعة بين الأمم؛ سواء على مستوى فكري، أو على مستوى فني و إبداعي.