ثقافة التعايش المشترك في المحلة العراقية : دراسة تحليلية للتثاقف المجتمعي بين الحاضر و المستقبل

الملخص AR

عند الحديث عن التنوع على مستوى المجتمع العراقي فنحن امام كيان اجتماعي يشهد تنوعا ثقافيا على مستوى الزمان و المكان و الجماعة الاجتماعية ، حيث نشأنا على ارض هذا الوطن و نحن متداخلين مع غيرنا ثقافيا و إجتماعيا و روحيا ، و بالتالي فان الانساق الاجتماعية في مجتمعنا حملت الميزة الثقافية للتعددية بل تفاعلت هذه الاجزاء فيما بينها مؤثرة احدها على الاخرى مشكلة الثقافات الفرعية داخل الثقافة الام .

و المحلة العراقية جزء لا يتجزأ من التركيبة المكانية الحضرية العائدة الى النسق الاجتماعي متصلا بالأنساق الاخرى حيث حملت هذه المحلة الميزات والخصائص التي جعلتها تنفرد عن العالم العربي و الغربي بشكلها العمراني و بيئتها العامرة التي تزخر بالجماعات الاجتماعية المتنوعة ذات الثقافات المتعددة ، و مع وجود المحلة البغدادية و البصراوية و الموصلية و الكربلائية و النجفية و البابلية الى غيرها من المحلات المتواجدة هنا و هناك في عموم إرجاء هذا الوطن ، الا إنها انجمعت تحت مظلة الخصوصية الثقافية عندما عاشت بين احضانها الجماعات الثقافية المتنوعة بطابع ملؤه الحب و التسامح و المودة و التضحية ، فضلا عن التداخل الاجتماعي بين البيوت و النفوس معبرة عن روح الالتصاق بالمكان (الوطن) و الفرد (التثاقف) .

و في بحثنا هذا حاولنا إن نتناول ثقافة التعايش المشترك و كيف تنمت داخل هذا الجو المكاني الخاص بالمجتمع العراقي (المحلة) و كيف اجتمعت كل المحلات العراقية بخصائص ثقافية عندما انضوت تحتها الثقافات الفرعية ليتشكل لدينا عنصر التثاقف المجتمعي الذي جمع كل الجماعات الاجتماعية محاولين تقريب الصورة بين الحاضر و المستقبل و كيف يمكن ان نعزز قيم التسامح و الالفة بين هذه الشرائح داخل هذا العنصر المكاني (المحلة) .