الأفعال الكلامية و نماذجها التطبيقية في و صايا المرجعية العليا لمقاتلي معركة التحرير

الملخص AR

تعد الأفعال الكلامية من أهم النظريات اللسانية التي طرحتها التداولية، و من أهم القضايا اللغوية المرتبطة بحقل التواصل الاجتماعي، فقد أعطت زخما دلاليا للسياق الذي يؤثر في الوصول إلى المعنى المطلوب.

و من هنا طبق الباحث نظرية الأفعال الكلامية على وصايا المرجعية العليا للمقاتلين في معركة التحرير ضد سطوة داعش الإرهابي.

و لعلي لا أذيع سرا إذا ذكرت أن ما حداني إلى وضع هذا البحث، جملة من الأسباب أوجزها بما يأتي : إن وصايا المرجعية العليا للمقاتلين تعد العلامة الفارقة للعراق في تاريخه، وكذلك تؤثر في سلوك المتداولين لها، فتؤثر في نفوسهم، و تناغم أمانيهم، فقد وظفت المرجعية وصاياها بصورة واعية بما يتعلق بسلوك المتلقي، فأثبتت المرجعية بأنها مرجعية العراق و لا تنحصر بطائفة معينة، أو مذهب دون سواه، و لذلك وقف الباحث على وصايا المرجعية في معركة التحرير في ضوء نظرية الأفعال الكلامية التي تعد من المصطلحات الغربية الحديثة في إطار علم اللغة الحديث، و قد استعملت للوصول إلى المعنى المراد؛ لذلك أعطت زخما للسياق بوصفه مستعملا للغة وليس سياقا بحد ذاته.

فأصبحت نواة مركزية في كثير الأعمال التداولية، وفحواها أن كل ملفوظ ينهض على نظام شكلي دلالي إنجازي تأثيري، و كذلك يعد نشاطا ماديا نحويا يتوسل أفعالا قولية من أجل تحقيق أغراض إنجازيه كالطلب و الأمر و الوعد و الوعيد، وغيرها.

و الجدير بالذكر أن السيد السيستاني لم يرجع إلى هذه النظرية الغربية مع أنه كان قد لبى مطالبها عن طريق اعتماده على التراث الإسلامي الزاخر المتمثل بالقرآن الكريم، و بالسنة النبوية، و كلام أهل البيت عليهم السلام.

و قد قسمت البحث على مقدمة وتمهيد وموضوعات نظرية الأفعال الكلامية، تناولنا في التمهيد نظرية الأفعال الكلامية وتطورها في الدرس اللغوي الحديث، ووقفت على وصايا المرجعية وبيان أثارها التداولية.

و بعد ذلك اختص البحث بدراسة انتقال دلالة الأفعال الكلامية في وصايا المرجعية وتوجيهها بين القدماء و المحدثين.

و قد ختم البحث بخاتمة بينت فيها أهم ما جاء من النتائج.

و نحن لا نرجو لذة المعرفة فقط، بل نريد أن نقف على صعوبة الأحداث الراهنة التي تحيط ببلدنا الجريح، و كيفية معالجة الأمور المعقدة، و الظروف الحالكة في ضوء خطب المرجعية العليا؛ إذ إننا أيضا خاضعون للتاريخ من خلال مؤلفاتنا.

كما يقول جورج مونين.