رياضة الصيد و القنص في مصر الإسلامية من العصر الفاطمي و حتى نهاية العصر المملوكي (358-923 ه 969-1517 م)‎

الملخص AR

لكل شعب من الشعوب وسائل التسلية الخاصة به التي يقبل عليها في أوقات فراغه و التي كثيرا ما تتلائم مع عادات أهله و تتشاكل مع أخلاق أمته، و رغم اختلاف هذه الوسائل من حيث الشكل و المضمون و حسب الزمان و المكان، إلا أنها تتفق عاده من حيث الغرض إلا و هو تريض العقول و الأبدان.

وعلي ذلك فلم يكن حظ العرب من وسائل التسلية اقل من غيرهم من الشعوب إذ أبدعوا في إيجاد الوسائل التي شغلوا بها أوقات فراغهم، بعض هذه الوسائل كانت لديهم في الجاهلية مثل مجالس الشعر و الأدب و مجالس الشراب و الطرب و الصيد و السباق، إلا أنهم اخذوا بعض وسائل التسلية الأخرى عن الشعوب التي احتكوا بها بعد الفتح الإسلامي كاللعب بالكره و الصولجان و الرمي بالبندق و اللعب بالنرد و الشطرنج وغيرها من الألعاب ^([i]).

و تعتبر رياضة الصيد من أهم و أمتع وسائل التسلية التي مارسها العرب في الجاهلية، و استمرت في الإسلام و اتسع نطاقها و انتشرت على مر العصور فأصبحت في العالم الإسلامي تشكل رياضه الصيد جزء لا يتجزأ من مفهوم الفروسية الذي يجمع بين العلوم و المعرفة النظرية و التطبيقية المتعلقة بمجالات مختلفة مثل ركوب الخيل و الطب البيطري و النشاطات الحربية و الفنون العسكرية، و هذه الرياضة أبصر النور لها خلال العصر العباسي و ارتبطت بالطبقة الحاكمة و كانت مقوماتها تعد من العناصر الأساسية التي تدخل في تربيه المطالبين بكرسي الخلافة ^([ii]).

و لرياضة الصيد فضائل جمة و ملاذ ممتعه و محاسن بينه و خصائص في تهذيب النفس و نزاهتها و جلاله المكاسب وطيبها كثيرة به يستفاد النشاط الأرياحيه و المنافع الظاهرة و الباطنه و المران و الرياضة و الخفوف و الحركة و انبعاث الشهوة و اتساع الخطوة وخفه الركاب و امن من الاوصاب مع ما فيه من الآداب البارعة و الأمثال السائرة و مسائل الفقه الدقيقة و الإخبار المأثورة ^([iii]).

[i]- احمد عبد الرازق، وسائل التسلية عند المسلمين، دراسات في الحضارة الإسلامية بمناسبة القرن الخامس عشر الهجري المجلد الأول الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة 1985م 45.

[ii]- AL-Sarraf، S.

، Evolution du concept de Furusiyya et de sa Literature chez les Abbassides et les Mamlouks، in chevaux et cavaliers Ardans les arts d`orient et d`occident، (institute du monde arabe، paris، 2002 (، 67-72.

[iii]- ابن الحسين ( أبي عبد الله الحسن بن الحسين ت 386هـ) البيزره تحقيق محمد كرد علي مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق 1952م 18.