تحديات توظيف الكتابات العربية في الشعار و الحفاظ على الهوية في عصر العولمة

الملخص AR

لا شك في أن الحفاظ على اللغة العربية و من ثم الهوية الثقافية لمجتمعنا بات تحديا صعبا في ظل العولمة التي تجتاح و تغزو بل تبتلع ثقافتنا وهويتنا العربية و يقع هذا التحدي في المقام الأول على عاتق مثقفي و فناني أمتنا العربية للتصدي لمحاولات التغريب التي نعيشها في ظل الثورة الرقمية و الإعلامية و التي تنحاز بدورها نحو الغرب و الجدير بالذكر أن هناك ثمة حملات تبنتها المؤسسات الحكومية الرسمية و الأهلية تهدف إلى تعزيز استخدام اللغة العربية و دعمها عبر قوانين و حملات توعوية إلا أن تلك الحملات لم تؤثر في الشارع العربي التأثير المأمول فيه.

وهنا يأتي دور المصمم العربي و الذي يؤثر بشكل غير مباشر في تدعيم اللغة العربية و الهوية الثقافية رغم إتجاه المجتمع نحو الإتجاه المقابل بكل قوة و إندفاع.

وتعتبر اللغة كنص مكتوب أحد العناصر الرئيسية التي يتشكل منها التصميم الإعلاني المطبوع بل و الحملات الإعلانية بكامل عناصرها بداية من تصميم شعار الشركات و المؤسسات و المنتجات ووصولا إلى الملصقات و الإعلانات الخارجية التي تملأ شوارعنا و نراها بشكل يومي سواء في الجرائد و المجلات أو الشوارع بكل عناصرها البصرية علاوة على ما تحمله من أفكار و هو ما يؤثر بشكل غير مباشر على سلوكيات و ثقافة المجتمع بل تكوين الوجدان العام للمجتمع وهويته الثقافية.

ومن الملاحظ التأثير البالغ للحملات الإعلانية على ثقافة المجتمعات خاصة خلال العشرين سنة الماضية وأنها تنحو بثقافته إلى منحى بعيد كل البعد عن الهوية العربية ليس فقط من خلال استخدام الكتابات و الحروف اللاتينية بل و التأثير على سلوكيات أفراد المجتمع خاصة شريحة الأطفال و المراهقين مما يوضح أن التغريب لم يؤثر فقط على أفراد المجتمع المتلقيين بل أنه أصاب الكثير من المصممين و الذين أضحوا آداة تضرب الهوية و اللغة بقصد أو دون قصد و هو ما يشير إلى تدني الوعي العام لدى قطاع عريض من نخبة المجتمع و الذين يقع على عاتقهم مسئولية توجيه الوعي الفكري المجتمعي لأهمية الهوية للحفاظ على الهوية التي تميزنا عن باقي الأمم.